أمل عبد اللهإن استخدام لقاح للملاريا سيحدّ من هذا المرض، بحسب دراسة أجريت في كلية الطب التابعة لجامعةCase Western Reserve. وتشير الدراسة إلى أنه بوسع مجموعة جديدة من الأجسام المضادة منع الإصابة بهذا المرض الذي تتسبّب به طفيليات تُعرف بـ«بلازموديوم فيفاكس». تحصل الإصابة بهذا المرض عن طريق لسع البعوض. وعلى أثر الإصابة تهاجم البلازموديوم ف. مستعينة بنوع خاص من البروتينات الذي تنتجه، خلايا الدم الحمراء، هذا ما يسبّب إصابة الضحية بفقر دم حاد. هذه العملية ستُمكّن البروتين البلازموديوم ف. من التعرّف على منطقة على سطح الخلايا الحمراء تسمى «دافي انتيجن» والالتحام بها. وتختلف البلازموديوم ف. عن أنواع البلازموديوم الأخرى المسببة للملاريا، فهي لا تملك وسيلة أخرى للهجوم سوى التفاعل الذي يحصل بين البروتين و«الدافي انتيجن»، وذلك لاستهداف خلايا الدم. ومن هنا فقد توصل الباحثون إلى إثبات أن لُقاحاً يحوي أجساماً مضادة لهذا البروتين سيكون فعّالاً في منع الضرر الذي تتسبب به البلازموديوم ف.
إن مثل هذا اللقاح هو بلا شك حاجة ملحّة في عصرنا، لا سيما أن عدد الإصابات بـ«البلازموديوم ف.» يقارب السبعين مليون إصابة، موزعة حول العالم في قارة آسيا والقارتين الأميركيتين، إلى جانب قارة أفريقيا، المعقل الأول للملاريا.
وتكمن أهمية هذا اللقاح في أنه يستهدف البلازموديم ف. تحديداً.حيث أظهرت هذه الطفيليات قدرة متزايدة على مقاومة الأدوية المستخدمة في علاجها. هذا بالإضافة إلى قدرتها على الكمون داخل الجسم والتسبب في المرض بعد سنوات من الإصابة الأولى. كما أنها، خلافاً للأنواع الأخرى من البلازموديوم، لا يحتاج انتقالها بواسطة البعوض إلى حرارة جو مرتفعة.
يعدّ هذا اللقاح واحداً من مجموعة علاجات ولقاحات يتوقع العلماء التوصل إليها، لا سيما بعدما نجحوا في الكشف عن السلسلة الجينية الكاملة للبلازموديم فيفاكس.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن محاربة مرض الملاريا لم تمثّل هاجساً بالنسبة لعدد كبير من إدارات المختبرات العالمية، رغم أن المرض يصيب الملايين، ولكنه عُرف بمرض الفقراء، فلم تهتمّ الشركات المنتجة للأدوية بإيجاد علاج
له.