جبيل ــ جوانّا عازارأكثر من 40 شخصاً من المشاة لقوا مصرعهم على أوتوستراد جبيل منذ إقامته حتّى اليوم. وتعدّ هذه النسبة مرتفعة، وخاصّة إذا أضيف إليها عدد الجرحى الذين سقطوا على الطريق عينها. وإن تأخّر البحث عن حلول عمليّة فإنّ بلديّة جبيل الحاليّة قامت بمبادرة خاصّة، بإقامة حواجز حديديّة وسط الأوتوستراد بين المسلكين الشرقيّ والغربيّ «لحماية المشاة وسائقي السيّارات من أيّة مخاطر محتملة» كما يشير رئيس بلديّة جبيل الدكتور جوزيف الشامي. تمتد الحواجز الحديديّة ذات اللون الأزرق بدرجتين مختلفتين، على طول 2500 متر، أنجز منها حتّى الآن 1500 متر هي المرحلة الأولى من المشروع، التي تسلّم نهاية الأسبوع الحالي. فيما يبقى تنفيذ مسافة 1000 متر للمرحلة الثانية، إضافة إلى جسر للمشاة باتّجاه المدخل الشمالي لمدينة جبيل. كما ستزرع الأشجار التي تحوي الأشواك وسط الأوتوستراد لردع المشاة عن اجتياز الطريق، والعبور على الجسور الخاصّة بهم. المشروع صعب التنفيذ، وخاصّة أنّ العمل يجري وسط الأوتوستراد، وبالتالي فإنّه لا يمرّ دون مخاطر. لكنّ الأهمّ أنّه سيمثّل خطوة من الخطوات التي يجب اعتمادها لحماية المواطنين والمشاة، وكثير من هؤلاء يستخفّون بحياتهم وحياة من حولهم. فأن يقوم مثلاً أحد الضحايا في الفترة الأخيرة باجتياز الأوتوستراد مباشرة تحت جسر المشاة لا مبرّر منطقيّاً له سوى ربّما الاحتماء بالظلّ دون التعرض لأشعّة الشمس. هذا وتزيد نسبة المشاة الذين كانوا يجتازون هذا الأوتوستراد بسبب توقف الباصات العموميّة والخاصّة على المسلكين، وانتظارها وصول الركاب لنقلهم إلى العاصمة أو إلى الشمال. أمّا اليوم، وبعد تنفيذ الحواجز الحديديّة، فيجمع السائقون ومنهم سائقو سيّارات الأجرة الذين ينتظرون الركاب في الموقف الخاصّ بهم على «أنّ هذه الطريقة هي آمنة للمواطنين، ومن شأنها أن تحدّ من المخاطر التي تهدّدهم، وأن تحمي حياتهم، وخاصّة أنّ هذا الأمر بقي دون معالجة لفترة طويلة». ويقول جوزيف بلان من تجمّع الشباب للتوعية الاجتماعيّة ــ اليازا إنّ إقامة حواجز مماثلة من شأنه أن يجبر المواطنين على اجتياز الجسور الخاصّة بهم، وخاصّة أنّ الهدف منها هو الحفاظ على سلامتهم، آملاً ألّا يجري تخريب الحواجز الحديديّة من المشاغبين كما حصل في الفترة الأخيرة على أوتوستراد الدورة. ويبقى أنّه على البلديّات أن تسهم في الحدّ من أزمة مقتل المواطنين على الطرقات، وأن تقوم إكراماً للضحايا الذين سقطوا حتّى الآن بتنفيذ خطوات عمليّة على الأرض كبلديّة جبيل، منها إقامة الحواجز الحديديّة أو الجسور الخاصّة بالمشاة، كما على الجهات المعنيّة جميعها في وزارات الدولة أن تقوم بما في وسعها في هذا المجال، لأنّ حياة المواطن تبقى الأغلى، وخاصّة أنّ في بلدان كالسعوديّة مثلاً توضع الحواجز الحديديّة في وسط الأوتوستراد لمنع الجِمال من اجتيازه، أمّا في لبنان وللأسف فنطالب بالحواجز كي لا يجتاز البشر الطرقات نحو الموت.


بوابة الطوارئ

تفتّقت مخيلة البلدية عن فكرة استحداث بوابة وسط الحواجز التي أقامتها بين مسلكي الطريق. تُفتح البوابة التي سميت «بوابة الطواريء» بواسطة مفتاح خاص يحمل نسخة منه كلّ من عناصر الشرطة والبلديّة والدفاع المدنيّ والصليب الأحمر، لنقل الجرحى والمصابين في الحالات الطارئة التي قد تحدث على الأوتوستراد وعلى رأسها حوادث السير. ومما لا شك فيه أن هذه البوابة سوف تخفّف الكثير من زحمة السير التي تحصل عادةً بسبب الحوادث، حيث يتأخّر رفع المصابين والسيارات المتضررة أو المعطلة حتى مجيء الإسعاف. وتقوم البلديّة بأعمال الصيانة الخاصّة بالحواجز تفادياً لأيّ تخريب، بشكل دوريّ. وأقامت درجاً يستعمله المشاة ليصلوا إلى المسلك الآخر تلافياً لاجتيازهم الأوتوستراد.