نيفين حمادةكيف يتحوّل الحبيب فجأةً إلى غريم عنيف؟ ولماذا؟ إسكات الآخر والسيطرة عليه هما الممارستان اللتان تسيطران على المعتدي في النزاعات الزوجية، وعادةً يصاحب الكلام الفعل العنيف، وخصوصاً إذا كان كلاماً مهيناً، فالكلام وسيلة لترجمة رغبة ما، كما يترجم الأفكار، والأحاسيس والحالة النفسية. يوضح المحلل النفسي الفرنسي آلان لوغران في مجلة «psychologies» الفرنسية: «إننا نظن أن الرجل يلجأ إلى العنف عندما لا يسعفه الكلام، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالعنف يظهر غالباً عندما تتشابك الأفكار وتتشوّش، وبذلك يفقد المعتدي السيطرة على مشاعره وتصرفاته، ويفقد قدرته على التواصل مع الآخر من خلال الكلام»، وبضيف لوغران إن المعتدي يكون تحت وطأة من الضغوط والاستفزازات فيعجز عن حل المشكلة مع شريكه، وبفعل الغضب الداخلي الشديد يحمّل الزوجة مسؤولية المشاكل أو الاختلافات القائمة بينهما، ويحاول إسكاتها بشتى الطرق، وأهم الوسائل العنيفة المعتمدة ضربة الكف، «هذه الممارسة هي أول شكل من أشكال العنف»، وفق لوغران، الذي ينصح الزوجة بمراعاة ظروف زوجها النفسية في لحظات النزاع، كما يجب على الزوج مراعاة ظروف شريكة عمره. ويقول لوغران «أيّ إنسان، رجلاً كان أو امرأة، عندما تسيطر عليه مشاعر الغضب يكون في حالة من اللاوعي، لذا يصير الابتعاد عنه ضرورياً في هذه اللحظة القاسية». بعض الرجال يعتدون بالضرب على زوجاتهم، ولكن عندما تهدأ «فورة الغضب» ينتابهم شعور بالذنب والعار، ويحاولون الاعتذار والاعتراف بالخطأ، وذلك يمنع في كثير من الأحيان الزوجات من تضخيم المشكلة وترك منزل الزوجية، ولكن هل هم صادقون في اعتذارهم؟. يشرح لوغران أن هناك فرقاً بين الشعور بالعار والشعور بالذنب، فالشعور بالعار يتعلق بالشخصية ذاتها، وبنظرتها إلى نفسها، وباحترامها لذاتها، أما الشعور بالذنب، فهو داخلي ــ خارجي، إنه إحساس بالندم عمّا فعلناه بالآخر، ولكن لوغران يشدّد «يجب ألّا ننسى أنه ليس كل الرجال أو المعتدين يحسون بالندم بعد فعلتهم».
من الأسئلة التي تُطرح غالباً: هل يتحوّل الرجل العنيف مع الوقت والتشنّج إلى قاتل؟
الرجل العنيف أيضاً مهيّأ جداً للوصول إلى حافة القتل وتتغيّر هذه النسبة بحسب شخصية كل رجل وقدرته على التحكم في نفسه في ذروة الغضب. ويؤكد لوغران: «نستطيع اكتشاف الرجل العنيف من خلال مراقبة تصرفاته في الحالات الطبيعية البعيدة عن التشنج، مثل الغيرة المفرطة من دون سبب، وهي نابعة من حبّ التملّك، والشك الدائم في الزوجة، وصاحب الشخصية النرجسية العصابية «paranoïaque» الذي يحاول السيطرة على الشخصيات الضعيفة ويجد اللذة في إخضاعها وإهانتها بممارسة العنف عليها».


تكسير الأثاث

يعبّر بعض الأزواج عن الغضب بعنف منزلي بعيد عن المساس المباشر بالشريك، وذلك بتكسير أثاث المنزل وصفق الأبواب بقوة وما إلى ذلك. هذا التصرف يمكن أن يتحوّل مع الوقت إلى عنف جسدي موجّه إلى الشريك


خطوات علاجية

عندما يدرك الرجل أنه عنيف يكون قد وضع نفسه في الطريق الصحيح لبدء العلاج، لذا عليه الخضوع لنظام يدرّبه على التحكم في الغضب، ومن المهم أن يضع كل رجل نفسه مكان زوجته ويحس شعورها عند الاعتداء