الفيلم: حسن ونعيمة (مصر ـــ 1958)إخراج: بركات
بطولة: سعاد حسني، محرم فؤاد
يوم التقى الشاعر المصري عبد الرحمن الخميسي كان يعرف أن المراهقة التي تحمل بريقاً خاصاً في عينيها ستكون واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية. ومنذ العمل الأول تحولت الفتاة الصغيرة إلى «نجمة من الصف الأول». في «حسن ونعيمة» كانت بدايتها، قصة عاشقين يواجهان أفكاراً، صارت بعد الثورة المصرية، بالية. هي نعيمة ابنة الثري صاحب المال والأراضي الشاسعة التي تحب «المغنواتي» الفقير حسن، فيرفض أبوها تزويجها إياه. القصة قديمة، يمكن القول إنها جزء من التراث القروي في مصر. لكن إعادة تقديمها في الخمسينيات جاء متناسقاً مع الأفكار الثورية التي انتشرت في البلاد. والثورة هنا نقصدها بمعنيين، سياسي واجتماعي، فابنة الإقطاعي تتمرد على رغبة أهلها وتتزوج بمن تحب.
نحن أمام فتاة متمردة على التقاليد المغرقة في التخلف، إنها صاحبة القرار التي تملي في نهاية الأمر إرادتها على أهلها مهما كانت الصعاب، فالقصة مليئة بالحواجز التي تحول دون لقاء الحبيبين، ابتداءً من الفروقات الطبقية، مروراً بكذب والد العروس، ثم حبسه إياها في غرفة مغلقة، والصراعات القبلية التي تقع في البلدة...
لكن الحب ينتصر في النهاية. تتنافى هذه الصورة مع ما يُقدم حالياً في ما يُسمى بموجة «أفلام الشباب» في السينما المصرية، فالقبول بالحبيب زوجاً شرطه قبول الأهل الذين يتنبهون في نهاية الأمر إلى أنه رغم فقره لن يكون صهرهم، وذلك بسبب خفة دمه ووقوفه إلى جانبهم، لا بسبب عناد الابنة وتغلبها على العقبات التي تُرفع ضدها. على أي حال ستظل سعاد حسني في تلك الفترة تُقدم نماذج متنوعة من الشابة المثقفة أو الطائشة أو الفنانة أو... ولكنها جميعها تندرج في خانة «الفتاة الرافضة للاستسلام لمشيئة الآخرين».