بلال صالح العريضي يا أيها الجبناء الأنذال، يا قاطني مزبلة التاريخ، ويا أيها الخائفون المختبئون في أعماق جحور الظلام. أنتم يا صهاينة الداخل ويا أعداء الوطن والدين، يا عبيد المال، تجرد منكم الشرف والضمير، يا صغار النفوس ويا أيها المختبئون خلف أقنعتكم والمتنكرون بزي البشر. يا أيها الغدارون المنافقون، أنتم يا قتلة الأبطال، جبناء أنتم جبناء. أغبياء أنتم أغبياء... ظننتم أنه باغتيالكم أشرف الشرفاء تقتلونه ولم تعلموا أنه عندما سالت دماء الشيخ البطل في ساحة الشرف في بيصور، اختلطت بالماء الذي نشربه، وأنه عندما غادرت روحه الجسد اختلطت بالهواء الذي نتنفسه فأصبح الآلاف صالح العريضي، وأصبح الشهيد حياً أكثر من ذي قبل، حياً في شبابٍ أبطال تربوا على مبادئه وشربوا الرجولة من كأسه، شبابٍ عاهدوا أنفسهم وعاهدوا الله أن يكملوا الدرب ويحملوا الراية عالياً، حياً في عيونهم، في قلوبهم، حياً في شرايين دمائهم، حياً في شبابٍ ديموقراطيين، حياً في آلاف اللبنانيين، حياً في مبادئه وخطه، حياً في الضمائر والنفوس، حياً في عيون آلاف الشرفاء وقلوبهم، وسيبقى حياً، حياً، حياً.
ظننتم أنه بنار حقدكم وغدركم ستتخلصون من الشرفاء وتهنأون ولم تعلموا أن نسر الجبل هو كطائر الفينيق يعود وينبعث من الرماد لينقض عليكم، يقلق راحتكم وراحة أسيادكم، ويدب طيفه الرعب في نفوسكم بعد مماته كما كان يرجّفكم رعباً في حياته، ويعود ليطاردكم في جحوركم وكهوفكم، في يقظتكم وأحلامكم.
صورته تحفر الخنادق في عيونكم، وصوته يهدر في آذانكم، يدوسكم الواحد تلو الآخر ويجعل حياتكم جحيماً قبل أن يخطف أنفاسكم وأرواحكم الرخيصة يا حثالة التاريخ.
أخطأتم الخطأ القاتل عندما مسستم بأشرف الشرفاء، جاهلين كنتم بأي جحيمٍ أنتم ترمون أنفسكم. ظننتم أنكم ستنفّذون مجرد مهمة أخرى لأسيادكم وتعودون. قمتم بعمل الغدر الجبان غير عارفين أنكم تمسّون بأبطالٍ اعتادوا شرب دم من يحاول المس بكرامتهم، اعتادوا بذل الأرواح في سبيل الشرف والمبادئ، فكيف إذا كان عملكم قتل أغلى الناس على قلوبهم!
لم تعلموا أنكم تمسّون بقومٍ اعتادوا الموت، لم تعلموا أنكم تدقون المسامير في نعوشكم.
اعلموا يا أرذال، نحن قومٌ لا ننام على ضيم. نحن قومٌ نأخذ بالثأر ولو بعد أربعين عاماً. نحن أبناء لبنان المقاومة، نحن أبناء جبل الأبطال، نحن أبناء بيصور أم الشهداء، نحن أبناء الشيخ الشهيد صالح فرحان العريضي.
اهربوا، فقد انتهى وقت الحزن والألم، انتهى وقت التعقل والتهدئة. اهربوا فها نحن ضمدنا الجراح ولملمنا الأرواح. أعطينا الكثير من الوقت لعدالة الأرض لعلّها ترحمكم وتلقي القبض عليكم وتحميكم ولكنكم بكل أسف لستم من المحظوظين.