أندريه كلويه طرادلقد استوقفني خطابك بتاريخ 29 تشرين الثاني 2008 في الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس الراحل رينيه معوض التي كنا نأمل أن يرقى فيها الخطاب إلى مستوى الشهادة التي نحترم، لا أن تستغل هذه المناسبة لتوجيه الاتهامات جزافاً، يميناً ويساراً، بحق رجال وطنيين شرفاء. ففي معرض كلمتك، ذكرت يا سيّد معوّض أنك تريد زغرتا يوسف بك كرم «لبّيك يا لبنان»، وهو شعار لطالما ردده يوسف بك كرم، ولا تريدها لبّيك يا سوريا وإيران. فلذلك أود أن أوضح بعض الأمور:
إن زغرتا يوسف بك كرم كانت ولا تزال «لبّيك يا لبنان» ولن نسمح أن نكون لغير لبنان. وإن مسيرة العائلة الكرمية على مر السنين تشهد على ذلك، من أيام بطل لبنان يوسف بك كرم الذي شهر سيفه في وجه المحتل ورفض الخضوع. فصخور بلدة بنشعي الزغرتاوية وغيرها من البلدات تشهد على تاريخ هذا البطل المقاوم، وهو الذي رفض المراكز وأعلى المناصب زمن المتصرفية من أجل البقاء إلى جانب شعبه وعدم التآمر عليه، وهو الذي نفي من لبنان لأنه أراده سيداً حراً مستقلاً، وهو القائل دائماً: «فلأضحِّ أنا وليعش لبنان»، مروراً بيوسف سليم كرم الذي بعد نجاحه في الانتخابات الفرعية التي حصلت بعد مرور شهور معدودة على انتخابات عام 1943 بسبب وفاة نائب بشري الراحل وهيب جعجع، رفض الدخول إلى قاعة البرلمان اللبناني معتمراً القبعة الفرنسية لأنه كان يؤمن بوطنه ولا يخضع لأوامر الخارج، وصولاً إلى حفيد بطل لبنان السيد سليم يوسف كرم الذي وقف في وجه الوصاية السورية وخاصمها بشرف يوم كنتم تجلسون مع السيد عبد الحليم خدام وأعوانه، ويوم عيّنت الوصاية السورية والدتك نائبة في البرلمان عام 1991، ويوم شاركت والدتك في انتخابات عام 1992 التي قاطعتها الغالبية العظمى من الشعب اللبناني مروراً بانتخابات عامي 1996 و2000 التي كان للوجود السوري الدور الأبرز في إيصال والدتك إلى الندوة البرلمانية.
إن الشعب، يشهد على تاريخ العائلة الكرمية، تاريخ الولاء للوطن، تاريخ «لبّيك يا لبنان»، وهو يشهد على تاريخكم وعلاقتكم بنظام الوصاية وبالسفارات الأجنبية، وهو سيحاسبكم في صناديق الاقتراع في الربيع القادم.
كلمة أخيرة يا سيّد معوّض، إن الربيع آتٍ والانتخابات النيابية قادمة، والشعب الزغرتاوي الأبيّ والشريف سيردّ عليكم بالاقتراع والقول «لبّيك يا لبنان»، ولا للسفارات الأجنبية، ولا للمال الحريري السعودي.