نظّمت «جامعة هايكازيان» ثلاث جلسات ناقش فيها الطلاب مع عدد من الضيوف المتخصّصين موضوعات عدة تدور حول الانتخابات النيابية المقبلة
هاني نعيم
قليلاً ما تنظّم جامعة هايكازيان نشاطات ذات طابع سياسي، لكنّها بادرت خلال هذا الأسبوع إلى تنظيم جلسات نقاشية حول الانتخابات النيابية المقبلة. فاستضاف «نادي الحوار» في الجامعة، بالتعاون مع مجموعة العلوم السياسية والإدارة، أكاديميين وسياسيين ناقشوا الطلاب في القضايا الانتخابية.
وبما أنّ الجامعة لا تحبذ العمل السياسي، فقد غلب على الجلسات الطابع الأكاديمي، وخصوصاً في جلستي الاثنين والجمعة، إذ كان الضيوف مختصّين في الشأن القانوني والانتخابي. فجاء الحوار هادئاً، وحتّى جافّاً أحياناً بسبب أكاديميّته، حسب بعض الطلاب.
ولكن الجلسة الثانية، يوم الأربعاء، كانت أكثر سجاليّة، ويعود ذلك ربما إلى هوية الضيوف فيها: عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين، ورئيس حركة الشعب نجاح واكيم، فأخذ النقاش صبغة سياسيّة.
وبرز التناقض بين الضيفين، إذ تعتقد يمين بوجود حسنات لقانون الستّين الذي يجب أن يكون مرحليّاً. أمّا واكيم، فيرفض القانون بالمطلق ويعتبره طريقاً إلى حرب أهليّة. وتنوّعت أسئلة الطلاب لتتناول المال السياسي في الانتخابات، علمانية الدولة، حق المغتربين في الاقتراع وقانون لجنة فؤاد بطرس. ولم يأتِ النقاش حامياً بسبب اعتماد منظّمي الجلسات على الطريقة غير المباشرة في طرح الأسئلة. فكتب الطلاب أسئلتهم وتعليقاتهم على أوراق ليقرأها مدير جلسة الحوار، دكتور العلوم السياسية في الجامعة أوهانّس جيوكجيان.
ويوضح رئيس شؤون الطلاب أنترانيك داكسيان «أنّ هذه الطريقة اعتمدت للحفاظ على عدم التصادم بين الطلاب ولمنع خلق أي توتّر، والإبقاء على الإطار الأكاديمي للنقاش». ولم يعترض الطلاب على هذا الأسلوب لأنّه «يمنع انتقال التوتّر من الشارع إلى الجامعة» يقول منسّق «نادي الحوار» عادل سلمان. ويضيف سلمان «نرى كيف تحدث المشاكل يومياً في الجامعات الأخرى، ونحن هنا بغنى عنها». أما رئيس قسم العلوم السياسية الطالب هاروت أكدهريان فيقول إنّ الطلاب وافقوا على اعتماد هذه الطريقة «كي لا تتحوّل النقاشات إلى سجالات وخطب للطلاب بعضهم ضد بعض».
وينقل أكدهريان نقد بعض الطلاب المنحى السياسي الذي اتخذته النقاشات، ويوافقه عليه داكسيان. أمّا سلمان فله رأي آخر، إذ لا يرى أن الموقف السياسي الذي يطلقه الفاعلون والناشطون في هذا المجال بالضرورة أمراً سيّئاً، «هذا طبيعي» يقول.
رغم الاختلاف في وجهات النظر بين الطلاب حول الجلسات الثلاث، يرى المنظّمون أنّ النشاط قد نجح على كل مستوياته، وخصوصاً أنّه عالج القانون الانتخابي من كل النواحي الأكاديمية والسياسية والحقوقيّة والنفسيّة. واستطاع خلق نقاش بين الطلّاب حول القانون الانتخابي الحالي أي قانون الستين، وهذا ما ترك انطباعاً جيّداً وإيجابيّاً لدى الإدارة، ما قد يفتح المجال لنشاطات أخرى، حسب داكسيان.