![](/sites/default/files/old/images/p08_20081204_pic2.jpg)
في جبيل لم يختلف الوضع كثيراً، ففي ساحة الأونيسكو في السوق القديم للمدينة اجتمع الأهالي في تقليد سنويّ بدعوة من لجنة مهرجانات بيبلوس ومركز الاستعلام السياحي لإضاءة شجرة الميلاد. وتشاركوا تذوّق القمح المسلوق المحضّر بطريقة تقليديّة، وبزيارة المعرض الدائم للمنتوجات التقليديّة الخاصّة بمنطقة جبيل.
«هاشلي بربارة مع بنات الحارة، عرفتها من عينيها ومن لفتة إيديها ومن هاك الإسوارة» أغنية العيد التقليديّة التي لا يملّ الكبار والصغار من تردادها، فيشعرون بالعرق يتصبّب من وجوهم من وراء القناع وهم يجولون على الجيران والأقارب. بعضهم «يكبّر» الحقيبة لتتّسع لشوكولا راس العبد، وضيافات العيد، وبعضهم الآخر ينتظر الألف ليرة التي اعتاد توزيعها على الأولاد الذين يزورون المنازل.
إنّها عادات حفظها المواطنون، فنجدهم متحمّسين للمشاركة في الحفلات التنكريّة وفي إلباس أولادهم الأزياء التنكريّة رغم صغر سنّهم. فوالد جاد الذي لم يتعدّ عمره الخمسة أشهر حضر متلهّفاً إلى أحد المحال التجاريّة يبحث عن زيّ لابنه «بتعرفي هوّي أوّل طفل بالعيلة، وحلو يتنكّر وتبقى صورتو ذكرى حلوة». والمدارس الرسميّة والخاصّة احتفلت بدورها بالعيد. المعلّمة تانيا اجبع في مدرسة الإخوة المريمييّن في جبيل انهمكت مع زميلاتها منذ مدّة في تحضير الأقنعة، فاختارت كلّ معلّمة وجهاً خاصّاً، ومنها الهرّ، العصفور، الكلب، ونفّذه الطلاب الذين اشتركوا في التلوين والتزيين. وفي الاحتفال الذي أقيم في المدرسة بالمناسبة، رقص الجميع وأكلوا القمح، بعدما استمعوا إلى قصّة القدّيسة بربارة وهربها في حقول القمح التي نمت خصيصاً من أجل إخفائها عن عيون ملاحقيها. كلّ احتفل على طريقته رغم بعض التخوّف من محاولات سرقة أو أعمال تخريبيّة يقوم بها بعض المستفيدين من التنكّر. ويبقى أنّ العيد هذا العام حلّ لحسن حظّ الأطفال في غياب المطر، مخالفاً المثل الشعبي «في عيد البربارة بتطلع الميّ من قدوح الفاره».