ما الذي تتمناه أم لمولودتها الجديدة؟ الإجابة السريعة هي أن تمتلك الصغيرة أفضل المقومات المتعلقة بالجمال والصحة والذكاء والثراء، وما إلى ذلك... في قصة «الجميلة النائمة» (La Belle au bois dormant) تجتمع الساحرات الطيبات حول مهد الرضيعة لمباركتها، لكن الساحرة الشريرة ليست بعيدة، ستتسلل إليها لتعلن لعنتها، بعد سنوات، حين تكبر الصغيرة وتصير صبية مستعدة للزواج أو للبلوغ، ستغفو غفوة طويلة، ولن يكون إلى جانبها من يشهد على تفتح أنوثتها.في كتابهما «الأمهات والبنات» تقول الباحثتان في علم النفس كارولين ألياشف وناتالي هاينيش، إن الساحرات، الطيبات والشريرات، في القصص والأساطير يمثلن الأم الغائبة، أو ربما إنهن بديل عنها، يُقال الساحرة حيث يصعب تحديد دور الأم. إذاً الساحرات اللواتي يحطن بسرّ الرضيعة يمثلن الأم بمختلف وجوهها، معظم هذه الوجوه تحب الطفلة، لكنّ ثمة وجهاً يخفي غيرة منها: إنها الساحرة الشريرة كارابوس (Carabosse).
قد يبدو هذا الشرح منافياً للصورة المثالية عن الأم، لكن القصة تتحدث عن عدد كبير من الساحرات الطيبات، أي إن حب الأم لابنتها يتضمن وجوهاً كثيرة، فيما الساحرة الشريرة واحدة فقط، أي إن العلاقة بين الأم وابنتها قد يحكمها وجه واحد سيئ، غيرة أو لوم لا تبوح به الأم إلى الفتاة التي أتت لتأخذ منها بعضاً من نضارة الشباب.
في هذا الإطار، يمكننا استحضار أمثلة كثيرة تدل على غيرة أمهات من بناتهن، ولكن ما يهمنا هو التركيز على الدلالة التي تحملها القصة، لماذا تصب الشريرة لعنتها على المرحلة التي تتعلق بتفتح أنوثة الفتاة الصغيرة؟