قاسم س. قاسموالدي الذي بدأت أشكك بقدسيّته كان إنساناً وأخطأ بحقّنا ورحل. لم ينتظر ليحين وقت المحاسبة لأحاسبه وأعاتبه. وتبيّنت لاحقاً أنّه ليس مقدساً بل إنسان عادي. ربما كان ذلك نتيجة موته بطريقة غير متوقعة ودفنه في المهجر وعدم رؤيتي لقبره. أو ربما لأنّني كنت أصغر من أن أعي قصص الموت وما يخلّفه وراءه.
أما فلسطين وهي أقدس المقدّسات، فإنّني أراها بدأت تفقد هالة القداسة التي تحيط بها لتعود مجرد قطعة تراب وسهول وهضاب وأودية والقليل من الجبال. فأبناء هذا البلد لا يعلمون أنّهم غمّسوا أيديهم بدمها ورحلوا يتصارعون من أجل سلطة. ربما هم لا يعلمون أنهم يقتلون فينا حلماً ويشوّهون ما هو مقدّس ويضيفون عليه صبغة الحقد والطمع الإنساني.
الآن اقتنعت بأنّه لا يوجد شيء مقدّس. المقدّس هو الشيء الذي لا يقبل التشكيك ولا يقبل أن يتم التفكير بمكانته، فهو مقدّس...
الشيء الوحيد المقدّس هو أنا... ومن بعدي فليأتِ الطوفان.