حسن شحرورإذا حققنا البرنامج السياسي المرحلي للإصلاح السياسي، فسيذكرنا التاريخ بسطر، أما إذا تخلينا عن القضية الفلسطينية فسيلعننا التاريخ أبد الدهر (كمال جنبلاط).غزة محاصرة والموقف العربي الرسمي متخاذل. يتكلم العرب عن غزة وكأنّهم يتباحثون بشأن صفقة بترولية. فالعرب عندهم أنبوب النفط أهم من أطفال أصبحت أسقف المنازل تحط فوق أجسادهم ورؤوسهم. موائد البترودولار عند العرب في الأروقة والصالونات الفخمة أصبحت تتخطى عمر النكبة، والغزاويون يفتقدون الغذاء، والدواجن أتلفت وتحتاج إلى العناية والعلف. يجتمع العرب على أضواء الطاقة الكهربائية المستخرجة من النفط، وأهل غزة محرومون من الشموع وضوء الطبيعة والقمر. فالعيش بين القبور أصبح نعمة كبيرة أكرم من العيش في وضع مأساوي كهذا. في غزة، شعب يولد من تحت الدمار، وحمامة الحرية سجينة، والجيران العرب أقفلوا معابرهم. التاريخ لن يرحم والذاكرة لن تخون. الدماء تسيل من أجساد أهل فلسطين والحكام العرب يشربون كأس الصفقات المالية مع «الديموقراطيين الجدد».
العالم العربي يواجه مشكلة تحديد هوية العدو وتحديد مدى العلاقات الدبلوماسية، والحكام العرب محبطون بين موقف يندد بالحصار في العلن وصفقة تحفظ لهم كراسيهم ومواقعهم. الفلسطيني يبحث عن هوية مقاومة شريفة، والحكام العرب يطالبون ببطاقات رسمية من البيت الأبيض كي يصبحوا من «أهل البيت».