سليم مكرزلأذكر وأنا ابن السادسة، على سطيحة بيتنا في «بسمة الشمس»، وإلى جانبي والدي الشاعر قبلان مكرزل، والفنانان الأخوان رحباني عاصي ومنصور، أنظر إلى البحر وأسأل والدي: من هنا من أنطلياس يبدأ البحر. ولكن، أين ينتهي؟
هكذا تراءى لي المشهد من خلال جنائن الليمون والبرتقال وبعض البنايات القريبة، حيث يبدأ البحر بالظهور. ضحك الجميع، ولا أذكر أني تلقيت جواباً مُقنعاً يبدّد حيرتي.
وبعد سنين، أصدر الأخوان رحباني كتاباً شعرياً وجاء الإهداء إليّ بقلم منصور على النحو الآتي: «البحر يبدأ من أنطلياس يا سليم».
وفي صباح الثالث عشر من كانون الثاني، رحل منصور الرحباني، وكان والدي قد سبقه في التاريخ والشهر نفسيهما، من سنة 1991. ولا شك أنهما الآن في جلسة شعرية فنية مع عاصي الرحباني وبعض الأصدقاء الخالدين.