هاني نعيمعلى مقربةٍ من مقهى «ة مربوطة»، يقع مطعم «3a Zaw2ak-عَ ذوقك»، هكذا يستدلّ إليه الشبان اليساريون، يمكن الاستدلال إليه من خلال رسم خريطة شارع الحمرا، ولبعض معالمه القديمة... اقترب من مكتبة النجمة حينها لن تتوه عن المطعم الذي انضم منذ 7 أشهر، إلى المطاعم المفتتحة حديثاً في شارع الحمرا. ديكور من التراث يطغى على المكان، من المدخل وصولاً إلى تفاصيل صغيرة في الداخل. الخشب القديم له الحصّة الأكبر من الأثاث، وعلى الجدران المبنيّة من الأحجار الرمليّة القديمة، تمّ تعليق خناجر، ودف، وعود، وربابة، وقناديل.. إضافة إلى لوحتين، إحداهما تمثّل صورة فلاح قديم يحمل زوّادة عمله، وأخرى لامرأة تخبز على الصاج.
أما الطابق الثاني فهو مخصص للمطبخ والحمّامات، وتصميمه الخارجي على شكل شرفة منزل قديم، وفيه ينتشر مهباج للقهوة وربابة وجرن كبّة...
في هذا الجو الكلاسيكي، غالباً ما تترافق حركة المطعم، التي تبدأ عند الثانية عشرة ظهراً، مع أغاني فيروز، ما يضفي مناخاً يشبه إلى حد بعيد «جوّ المطاعم الدمشقيّة في الحارات القديمة»، على حد تعبير أحمد أحد الزبائن الذي بدأ بالتردد إلى المكان مع خطيبته منذ مدّة.
رغم التوغّل في التراث، قرر أصحاب المطعم أن يكون اسمه مكتوباً بأحرف لاتينية «3a Zaw2ak»، «لأنّ لغة الإنترنت هي لغة الناس في هذا العصر» كما يوضح مدير المطعم مازن شريم. أمّا عن معناه، يشرح «هذه العبارة يرددها اللبنانيون كثيراً أثناء سؤالهم آخرين ما إذا كانوا مرتاحين بالجو».
إضافة إلى طبيعة المطعم، يسهل نشوء العلاقة الأليفة والوطيدة بين العاملين والزبائن، هذا إضافة إلى الهدوء الدائم الذي يعدّ السمة العامة للمطعم. عوامل أسهمت بجذب مختلف أنواع الشرائح، وخصوصاً العائلات، وطلاب الجامعات المحيطة، وبعض أبناء الجاليات العراقية والأردنية والمصرية.
يذكر أن الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى جورج بوش بحذاءيه، كان من الروّاد الدائمين للمطعم في كل زيارة له إلى بيروت. وعن منتظر، يقول مدير المطعم مازن شريم «أتشرّف بأني عرفته شخصياً، فهو رفع رأسنا». ويضيف «علاقته كانت جيّدة بالجميع».
أمّا بالنسبة إلى المأكولات، فيغلب المطبخ الشرقي عليها، إضافة إلى صحن يومي «طبخ بيت» لطلاب الجامعات «كي لا يشعروا بأنهم بعيدون عن بيتهم» على حد تعبير شريم.
لا بد هنا من بعض النصائح، في هذا المطعم الذي يُمكن تصنيف أسعاره بـ«المتوسطة»، والمازات التي يقدمها لذيذة، كذلك فإن النارجيلة تُقدم بنكهات مختلفة ولا تُزعج غير المدخنين بسبب توزيع الطاولات في مسافات متباعدة نوعاً ما.
كذلك يقدم المطعم سهرات طرب على العود يومي الجمعة والسبت، تتراوح ما بين الفيروزيّات والقدود الحلبيّة، وأغانٍ «ع ذوق» الناس. وتفكّر الإدارة حاليّاً بإقامة ليلة أسبوعياً خاصة بالكاراوكيه Karaoke.
يبدو أن الشعار المكتوب على واجهة المطعم الزجاجيّة «feel @ home» له ما يبرهنه في الواقع.