محمد نزالتوشك حياة اللبنانيين هذه الأيام أن تنتظم على إيقاع الحوادث الأمنية، من قتل وخطف وإطلاق نار ورمي قنابل. وفي هذا الجو المفعم بشائعات الخطف، ادّعى، أمام فصيلة الدرك في بئر حسن، الفتى ح. ط. (17 عاماً، مناصر لـ«حركة أمل») ضد 3 أشخاص مجهولين يستقلون سيارة نوع (هوندا أكورد ـــــ لون كحلي) بأنهم خطفوه من منطقة الجناح ـــــ السلطان إبراهيم يوم 16/2/2009، واقتادوه إلى منطقة سن الفيل، حيث وضعوه في غرفة شاهد فيها شعارات لتيار المستقبل. وادعى الفتى أن خاطفيه ضربوه وعذبوه عبر تشطيب جسده بشفرة حادة، وسألوه عن والده وخاله وعن بعض المسؤولين المحليين في الحركة، وأيضاً عن شخص آخر مناصر لتيار «المستقبل»، قبل أن يخلوا سبيله. وعلى أثر الحادثة، تجمّع ذوو الشاب وأقاربه وبعض سكان منطقة الجناح، فأقفل بعض مؤيّدي «المستقبل» في المنطقة محالهم التجارية، خشية تعرّضهم لأي سوء. ولكن أفراداً من «أمل» طلبوا منهم فتح المحال ومزاولة أعمالهم كالمعتاد، بحسب ما أفادت تقارير أمنية رسمية.
وعلمت «الأخبار» من مسؤول محلي في «حركة أمل» في المنطقة المذكورة، أنّ الشاب ادّعى فعلاً بما جرى عليه، لافتاً إلى أنه على الرغم ذلك فإن الحركة لا تستطيع أن تتهم جهة محددة، نظراً لعدم اكتمال التحقيق بالحادثة وجلاء معطياتها. ورفض المسؤول المذكور استغلال الحادثة للتحريض ضد أحد، مؤكداً أنه شخصياً جلس في المحال التابعة لمؤيّدي «المستقبل» أثناء تجمّع الأهالي منعاً لأي اعتداء يمكن أن يقوم به بعض «المتهوّرين». ولم يستبعد المسؤول الحركي أن تكون الحادثة شخصية ولا تحمل دلالات سياسية، من دون أن يؤكد صحة ادعاء الفتى، رابطاً ذلك بنتائج التحقيق.
من جهة أخرى، شكّك مسؤول رفيع في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في صحة الادعاء، «إذ لا ترابط منطقياً في ادعاء الفتى، ومن الممكن أن يكون قد اخترع رواية الخطف لتبرير غيابه الغامض عن منزل أهله، وهذا ما حدا بهؤلاء إلى عدم إثارة الموضوع علناً». ولفت المسؤول الأمني في المقابل إلى أن القوى الأمنية ستستمر بالتحقيق في الادعاء. وأمام هذه الواقعة وغيرها، تبذل القوى الأمنية جهوداً، تبدو حتى اليوم غير منتجة بالمستوى المطلوب، لمحاولة ضبط الفلتان الأمني، ومنع أي أحد من استغلالها، إما لأهداف شخصية أو لزيادة الاحتقان في البلاد.