التهدئة ووضع الأمر بيد الدولة». عبارة يمكنها اختصار ردود الفعل السياسية على جريمة قتل لطفي زين الدين الذي شيّع في بلدته أمس، في وقت يستمر فيه الجيش في توقيف المشتبه فيهم بالمشاركة في الجريمة
الشبانية ــ عامر ملاعب
شيّعت بلدة الشبانية أمس ابنها الشهيد لطفي زين الدين، الذي قتل إثر تعرضه للطعن في بيروت يوم السبت الفائت، أثناء عودته من المشاركة في ذكرى 14 شباط في ساحة الشهداء. وجرى التشييع في ظل حداد عام وإقفال تام شهدته منطقة المتن الأعلى. ونجح النائب وليد جنبلاط في تخفيف الاحتقان الذي شهدته المنطقة بعد إعلان خبر وفاة زين الدين أول من أمس، إذ نزل بنفسه ليبعد من قاموا برد فعل على مقتل زين الدين عبر إقفال طريق بيروت ــــ دمشق والاعتداء على المواطنين المتجهين من منطقة البقاع وإليها.
وألقى جنبلاط بعد التشييع كلمة شدد فيها على التهدئة، منوهاً بدور القوى الأمنية، مشيراً إلى أن قائد الجيش العماد جان قهوجي وعده بمتابعة التحقيق في جريمة قتل زين الدين وتوقيف الفاعلين.
وفي هذا الإطار، أكّد مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أن قوى الجيش مستمرة في متابعة التحقيق في الجريمة متابعةً جدية، مشيراً إلى تحديد عدد كبير ممن كانوا في مكان وقوع الجريمة. وقد جرى توقيف عدد كبير من هؤلاء، ودهم عدد من المنازل، فيما سلّم أحدهم نفسه للجيش أمس. وتجري ملاحقة عدد آخر ممن حددت أسماؤهم.
وقال جنبلاط في كلمته إن الحادث فردي، وإن الجميع استنكر ما جرى. ولاحقاً قال جنبلاط إنه يتطلع «إلى تحقيق تجريه الجهات المختصة لتبيان حقيقة ما قيل عن تقصير من القوى العسكرية والأمنية لحظة الاعتداء على لطفي زين الدين، وخاصة أن ذلك يكرس صدقية الجيش والمؤسسات الأمنية ويعزز ثقة المواطنين بها».
وقد حضر التشييع عدد كبير من الشخصيات السياسية، أبرزهم النائب سعد الحريري الذي أمل «أن تأخذ العدالة مجراها». وقد لاقت جريمة قتل زين الدين ردود فعل مستنكرة من جميع الأطراف السياسية، سواء من الأكثرية أو من الأقلية، شدد معظمها على ضرورة الاحتكام إلى القانون.
من ناحية أخرى، اعتصم سائقو حافلات النقل العمومية التي تعمل على خط بعلبك ـــ بيروت عند مدخل بعلبك الجنوبي (علي يزبك)، للمطالبة بالأمن والحماية بعد تعرض نحو 11 «فاناً» للتكسير وإطلاق الرصاص من جانب مسلحين، أثناء مرورهم بعد ظهر الأحد على الطريق الدولية في منطقتي بحمدون وعاليه.
وروى السائق محمد خليل ما تعرض له أثناء عودته من بيروت في منطقة بحمدون حيث اعترضته سيارة في وسط الطريق. وبمجرد توقفه نزل منها مسلحان وانهالا عليه ضرباً بأعقاب المسدسات، فيما ألقى شبان آخرون الحجارة على الزجاج وحاولوا إخراجه من الفان إلا أنه تمكّن من الإفلات بعدما تابع سيره فأطلقوا عليه عدة رصاصات أصابت جانب حافلته. وكانت المحصّلة كسراً في إصبع يده، وإصابة اثنين من الركاب بجروح خفيفة وتهشيم الفان.
وروى سائق آخر كيف أنه «نجا من الموت بأعجوبة بعدما أصابت إحدى الرصاصات الزجاج الأمامي لجهة السائق مباشرة». ولم تسلم من الاعتداء سيارات الأجرة السورية الصفراء التي طاولت إحداها عمليات التكسير حيث أصيب أحد الركاب في داخلها بخدوش بفعل الزجاج المتطاير.
وطالب نقيب أصحاب الفانات العمومية محمد الفوعاني الهيئة العليا للإغاثة بالتعويض على المتضررين «لأن الفان هو مصدر الرزق الوحيد، ولا يجوز أن يترك السائق ليكون دائماً فشة الخلق للأطراف المتصارعين».