أسعد سمورتفاجأ بالوجود غير المألوف للقوى الأمنية عند مدخل حرم الجامعة اللبنانية في الحدث. تسأل عن السبب فيأتي الرد: «مجرد إجراءات أمنية». تكمل الطريق باتجاه كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية ـــــ الفرع الأول فتستقبلك أعلام حركة أمل وقد زرعت في أحواض الزهور وعلّقت على كل عمود. يحالف الحظ بعض الطلاب في متابعة أحد الصفوف لأنّ الدروس علقت في ما بعد، ولعل توقيفها فيه تواطؤ بين الأساتذة والطلاب، علماً بأنّ عدداً لا يستهان به من الطلاب انتشروا في أرجاء الكلية. «بالدم منحفر أمل عالصخر منحفر أمل»، يأتي الصوت من مكتب مجلس فرع الطلاب مترافقاً مع النقر على الطبلة والدف. يحاول أيمن شحادة من مجلس فرع الطلاب تهدئة الشباب المندفع بفرح وكأنه حقق نصراً ما. لكن شحادة رُفع على أكف الشباب الذين ساروا على وقع الهتافات إلى غرفة للرياضة حيث أقفلوا الباب وباشروا حفل «النصر». أما الطلاب فراحوا يصورون بهواتفهم الخلوية الدبكة والرقصات من الخارج. في كلية العلوم الاقتصادية وإدارة الأعمال، بدا الجو مختلفاً، فلا أعلام أو احتفالات. بالأمس بدأ الطلاب امتحاناتهم وراح بعضهم يبحث عن كتبه ومقرراته بين «كراكيب» غرفة المجلس المتضررة من الحادث التي تبعثر معظمها أو ضاع أو من يدري ربما أحرق. يحتج أحد الطلاب لدى مسؤولة في المجلس: «مش ذنبي إذا صار المشكل يا أختي أنا شو خصني؟». تجيبه: «والله مش ذنبي أنا كمان». يتنهد بأسى. يهز رأسه وينسحب والسؤال يبقى: من المذنب؟