حسن عليقأوقفت مديرية استخبارات الجيش، بالتعاون مع حزب الله، المدعو مروان ف. (من بلدة كفرتبنيت الجنوبية) إثر الاشتباه في عمله لحساب استخبارات العدو الإسرائيلي. وأتت عملية التوقيف قبل نحو 10 أيام بعد مراقبة لصيقة للمشتبه فيه امتدّت أشهراً.
وذكرت مصادر مطّلعة على التحقيقات لـ«الأخبار» أن الموقوف، وهو من سكان مدينة النبطية، اعترف بأن استخبارات العدو جنّدته في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي في فرنسا، حيث كان يعيش. وكلّفته بجمع معلومات عن المقاومة، من ناحية أفرادها وتحركاتهم ومراكزها وتحصيل أيّ معلومات ممكنة عن مواقعها العسكرية، فضلاً عن جمع معلومات عن الجيش اللبناني.
وأشار مرجع أمني رسمي لـ«الأخبار» إلى أن دور مروان في الجنوب كان شبيهاً بدور علي الجراح وشقيقه يوسف في البقاع (أوقِفا في تموز 2008 بتهمة التعامل مع العدو وأحيلا على القضاء العسكري). إذ إن الإسرائيليين كانوا يستخدمون الثلاثة لجمع كل المعلومات الممكنة عن المقاومة، وأي معلومات تمكّن العدو من تنمية بنك الأهداف الموجودة في حوزته، أو يمكن استثمارها لاستهداف أفراد في المقاومة أو لتجنيد أشخاص آخرين. لكن الفارق بين الحالتين هو كيفية جمع المعلومات (استخدام الأخوين الجراج لتقنيات متطورة مقابل الاعتماد على العامل البشري عند مروان ف.). ولم تتوصل التحقيقات إلى تحديد أي ضلوع للموقوف في تنفيذ عمليات تفجير لحساب العدو، فضلاً عن عدم وجود أدلة على وجود شركاء له.
وذكرت مصادر مطّلعة أن مروان ف. اعترف بأنه كان يتواصل مع الإسرائيليين عبر شبكة الإنترنت، لكن بطريقة متطورة جداًَ تمنع الأجهزة الأمنية اللبنانية من كشف الاتصال. ولم يتوصل التحقيق بعد إلى تحديد ما إذا كان الإسرائيليون قد زوّدوه بأجهزة متطورة للاتصال أو التصوير كتلك التي ضبطت مع الأخوين الجراح أو مع محمود رافع (أوقف في حزيران 2006 بتهمة اغتيال الأخوين مجذوب في صيدا وجهاد جبريل في بيروت وعلي صالح في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي حسن ديب في شرق صيدا).
وأشار الموقوف خلال التحقيق معه إلى أنه، وبعد عودته للاستقرار في لبنان منتصف التسعينيات، كان يسافر إلى باريس دورياً، على حساب الإسرائيليين، تحت ستار زيارة شقيقه الذي يعيش هناك، فيما الهدف الحقيقي كان لقاء مشغّليه هناك، حيث كان يتقاضى منهم مبالغ مالية ويتلقى منهم التوجيهات. واعترف الموقوف بأنه زار فلسطين المحتلة نحو 4 مرات، حيث خضع لعدة دورات تدريبية على كيفية الاتصال بالإسرائيليين. وأضافت مصادر مطّلعة أن المبالغ المالية التي تقاضاها خلال عمله الطويل مع العدو كانت زهيدة، مقارنة بما كان يتقاضاه الأخوان الجراح أو محمود رافع.
وتجدر الإشارة إلى أن مروان ف، وهو في العقد الرابع من العمر، يملك محطة لبيع الوقود في مدينة النبطية، على طريق بلدة حاروف، وكان دوماً يحاول التقرّب من أفراد حزب الله وقادته. وخلال حرب تموز، كان قد سلّم مفاتيح محطته إلى أفراد من المقاومة طالباً منهم استخدامها عند الحاجة. وأشار مروان ف. خلال التحقيق معه إلى أن ظروف حرب تموز دفعته إلى قطع صلته بمشغليه، علماً بأن مبنى قريباً جداً من محطته تعرّض للتدمير جراء غارة شنتها طائرات إسرائيلية عليه.
وقد أدى توقيف مروان إلى إثارة موجة من الشائعات في مدينة النبطية، تحدّث معظمها عن توقيف شركاء له. وقد سمّى مطلقو هذه الشائعات عدداً من الأشخاص الذين صودف أنهم غادروا المدينة بالتزامن مع توقيف مروان ف. إلا أن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى أكدوا عدم صحة أيّ من هذه الشائعات.