إيلي توماتكثر المحاولات كلما سمحت الظروف لإعادة ضخّ الدماء في عروق الكتلة الوسطية، بعد أن أضحت تنتظر الموت الرحيم حتى لا نقول إنها ولدت ميتة! ضجيج إعلامي وكلام كثير، كأن الوسطية هي خشبة الخلاص للوطن الغارق في بحور الفساد الإداري والديون المتراكمة، أو كأنها الدواء السحري الشافي لكل معضلات الحكم في لبنان. المجتمع المسيحي منقسم سياسياً إلى خطين سياسيين ومشروعين ورؤيتين، وها من يأتينا بمشروعه الوسطي ليزيد الانقسامات فيضيع الصوت ويتشتّت ويضيع الأمل بعودة هذا الصوت شريكاً فاعلاً وأساسياً في هذا الوطن.
فيا دعاة الوسطية والمبشّرين بها، قولوا لنا بالله عليكم كيف تكون المواقف وسطية في محاربة الفساد؟ وماذا عن حقوق المواطنين، هل نعطيهم نصفها مثلاً؟! كيف نكون وسطيين في مواجهة الاحتلال وحماية أرضنا في الجنوب؟ وحتى الحقيقة، أنبحث عن نصفها ونترك النصف الآخر؟ أنكافح الإرهاب والجريمة بوسطية أيضاً؟ وماذا عن القضاء، أتريدون عدلاً وسطياً أساساً للمُلك، وحكم القضاة نصف أحكام على القاتل والمجرم والسارق؟
تتعدّد الأسماء من وسطية إلى حيادية فمرجّحة، وصولاً إلى الاعتدال المسيحي، والمطلوب واحد: رأس المعارضة المسيحية وتكتل التغيير والإصلاح. إنّ هذه المؤامرة عملية تضليلية بامتياز للناخبين، فهؤلاء الأشخاص هم من قناع التبعية للوصاية إلى قناع الوسطية، ولا ندري غداً أيّ قناع يلبسون!
لا يجرؤون على مواجهة التيار الوطني الحر وحلفائه انتخابياً، فيسترون وجوههم الحقيقية خلف الأقنعة ليعودوا بعد الانتخابات إلى حضن من رشّحهم وموّلهم ليواجه بهم من لا يجرؤ على مواجهته مباشرة.
كل هذه الأساليب الملتوية للنيل من الزعامة المسيحية الأعظم في تاريخ لبنان والشرق، ستذوب على أبواب الرابية كما يذوب الشمع أمام وجه النار. ختاماً، دعانا السيد المسيح لأن يكون كلامنا نعم نعم ولا لا، وقد نبّهنا من المسيح الدجال الذي يقود الشعب إلى الجحيم والهلاك. فهل سيعي المسيحيون في السابع من حزيران جحيم الوسطية ويقولون نعم للوجوه الحقيقية ولا للأقنعة؟