صباح أرسلان سعيد نعيش هذه الأيام، موسماً انتخابياً بامتياز. الخطابات الحماسية والشعارات البراقة، تملأ ساحتنا الوطنية في كل مكان. وكل فريق يدعو إلى الالتفاف حوله وتأييد مواقفه. لأنه أجدر بتحمل المسؤولية، وأقدر على معالجة القضايا والمشاكل الوطنية على اختلافها وحلها، وما أكثرها وأصعبها.
ولما كانت المعركة الانتخابية الجارية، تتطلب نشاطاً مكثفاً، بما في ذلك دعاية انتخابية مركّزة، تعتمد خطاباً سياسياً، تراه ملائماً، فإن المطلوب من الجميع، الابتعاد عن كل ما من شأنه استشارة الغرائز الطائفية والمذهبية والفئوية، وحصر الكلام الذي يهدف، من وجهة نظر المتنافسين، إلى الإرشاد والتوعية والتنوير، بهدف استقطاب الجماهير وحشد طاقاتها الكثيرة المتنوعة وتعبئتها وتكتيلها، وذلك من أجل المسائل التي تطرح كأولويات وطنية.
من الضروري حصرها في خطاب وطني واعٍ مدروس، لأن الزمن علّمنا، أن الوطن يجب أن يبقى فوق كل اعتبار، وأن العمل الجاد في سبيل مصالحه العليا، يجب أن يكون شغل الجميع الشاغل على الدوام، فماذا يفيد الإنسان، إذا ربح مكاسب وحقّق غايات خاصة آنية، على حساب وحدة الوطن وأمنه واستقراره، وسلمه الأهلي؟