افتتحت مدرسة «الليسيه ناسيونال حناويه» قسماً خاصاً لتدريس مبادئ الحساب الذهني السريع بواسطة «الأباكوس» اليابانية التي تنشّط خلايا الدماغ
صور ـ آمال خليل
بعد المدرسة الجعفرية في صور، ومدارس المصطفى بفروعها المختلفة في الجنوب، أصبحت مدرسة «الليسيه ناسيونال حناويه» المؤسسة التربوية التعليمية الثالثة في الجنوب التي تضم البرنامج الياباني العالمي لتطوير عمل دماغ الأطفال (AC MAS) إلى أنشطتها اللاصفية. إذ افتتحت المدرسة أخيراً قسماً خاصاً لتدريس مبادئه، وجعلته كالمدرسة الجعفرية مفتوحاً أمام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام وسبعة عشر عاماً، من تلاميذها وغيرهم.
أما التعريف العالمي لبرنامج (AC MAS) فيشير إلى أنّه الطريقة اليابانية للحساب الذهني السريع. ويعتمد البرنامج على أداة «الأباكوس» المعتمدة في الحساب في اليابان، وقد أثبتت فعاليتها في تنشيط خلايا الدماغ في شقّيه الأيسر والأيمن منذ ألفي عام وحتى الآن. والهدف من نشر هذا النظام في العالم الإيمان بأنّه لا وجود لتلميذ ذي قدرة محدودة، بل هناك داخله عبقري نائم يحتاج إلى من يوقظه من سباته. لذلك يرفع البرنامج شعار «أحضره طفلاً وخذه عبقرياً».
ويعتمد استخدام الأباكوس على تحريك أصابع اليدين بطريقة معينة (واحدة للطرح وأخرى للجمع) وهو مرتبط بتشغيل شقي الدماغ.
وكانت مديرة قسمي الروضات والابتدائي في المدرسة الجعفرية وردشان شمس الدين قد علمت بالبرنامج قبل عام واحد تقريباً وقررت نشره في الجنوب للمرة الأولى عبر مدرستها.
وتدرّبت شمس الدين في مركز رشد للتنمية الفكرية الذي كان الأول في نقل البرنامج إلى لبنان عبر مديره العام، المدير الإقليمي لمركز (AC MAS) في الشرق الأوسط وأفريقيا هادي حمزة. فتعرفت إلى البرنامج وطريقة تدريسه وأطلقته في المدرسة الجعفرية في نهاية العام الدراسي الماضي حين أعلنت افتتاح صفوف خاصة خارج الدوام الأكاديمي تستمر طوال السنة.
وتلفت شمس الدين، انطلاقاً من تجربتها التربوية، إلى أنّ «نشر البرنامج بين الطلاب يؤدي إلى تنمية التركيز السمعي والبصري واليدوي والقدرة على التحليل والمنطق، وهو ما لا تعمل عليه مناهجنا التعليمية والتربوية».
تضيف شمس الدين أنّ البرنامج يساعد في تغيير مفهوم الوقت لدى الأولاد، من إضاعة الوقت إلى تمضيته ليس باللعب واستخدام الكتاب فقط، بل «يمكن أن نبعث الفرح والتسلية لديهم بوسائل علمية».
وترى شمس الدين أنّ البرهان على نجاح التجربة على مستوى مدينة صور بارز عبر ازدياد عدد المنضمّين إلى البرنامج في الجعفرية من سبعة عشر عند افتتاحه إلى خمسة وسبعين طفلاً حالياً من مدارس عدة.
وتتراوح أعمار هؤلاء بين الرابعة والسادسة عشرة، ويتلقون حصتين لمرة واحدة في الأسبوع. ويتألف البرنامج من عشرة فصول، يمتد كل منها إلى ثلاثة أشهر.
وتسعى إدارة المدرسة الجعفرية إلى إدخال البرنامج في المنهج الأكاديمي المعتمد في المدرسة في العام الدراسي المقبل بالاتفاق مع مركز رشد بكلفة أقلّ من التكلفة الحالية، ما يمكن أن يساهم في زيادة عدد التلاميذ «عباقرة الأباكوس» المستفيدين. ويعود ذلك إلى عدم قدرة جميع الأهالي على توفير نفقات إدخال أولادهم في البرنامج، إلى جانب إهمال بعضهم لتطوير قدرات أولادهم.
وحتى ذلك الحين، يستعدّ التلاميذ الأوائل من ضمن خمسة وسبعين، يتابعون البرنامج حالياً في المدرسة، للاشتراك في المسابقة التي ينظمها مركز رشد على مستوى لبنان للتلاميذ المتميزين في شهر نيسان المقبل. أما الفائزون لبنانياً فإنّهم يترشحون بعد متابعتهم الفصول الأربعة الأولى، للاشتراك في المسابقة العالمية التي يتبارى فيها تلاميذ البرنامج للفوز بلقب أسرع مستخدم للأباكوس.