محمد محسنانتهت ورشة العمل المسرحيّة التي أطلقتها جمعية «نحن»، منذ ثلاثة أشهر، لكنّ نتائجها ستبدأ بالظهور غداً السبت، حيث يعرض خمسة ممثّلين مسرحيتهم الأولى: «فقاعات» على خشبة مسرح دوّار الشمس في الطيّونة.
إذاً، اجتمع المشاركون بعد انتهاء ورشة العمل التي درّبت خلالها الفنانة عايدة صبرا، وقرّروا أن ينتجوا شيئاً ما، مستوحى من واقعهم الذي يعيشونه، وخصوصاً أنّهم جاؤوا من مناطق متباعدة وكليّاتٍ غريب بعضها عن بعض بالمنظار اللبناني، من الفرعين الأول والثاني لكلية الفنون في الجامعة اللبنانية، وتلاميذ مدارس أيضاً. ينقل الممثّلون الخمسة في مسرحيّتهم تجارب مجتمعاتهم الصغيرة في «فقاعات». والفقاعة التي تقدّمها المسرحية، حسب رئيس جمعية «نحن» محمد أيوب، هي «قناعة مكتسبة، أو دائرة مصغّرة ينطلق منها الممثل، وقد تكون طائفةً أو أسرةً أو مجال عملٍ معيّناً. لكنّ العمل يركّز على العنصر الطائفي كوسيلة إيضاحٍ لمعنى الفقاعات. استغرقت المسرحية شهرين ونصف الشهر من التدريب، وسيعرض كلّ ممثّل حالة مواطنٍ يرى العالم من خلال الزاوية الصغيرة التي يعيش فيها، ويصطدم هؤلاء المواطنين بعضهم ببعض عند الاحتكاك المباشر، دلالةً على ثقافة التصادم «وكيف نركّب دوائرنا التي لا نستطيع الخروج منها». تستند المسرحية إلى التعليل العلمي، الذي يؤكدّ أنّ النتيجة الحتمية لاصطدام الفقاعات هي الاختفاء، وهذا ما يمكن حصوله عند اصطدام اللبنانيين بعضهم ببعض.
تستمر المسرحية مدة أربعين دقيقة، وهي مجانية. لكنّ المفاجئ هو إطلاقها في عيد الأم، حيث تبدو الساعة الثامنة والنصف مساءً موعد ذروة الاحتفالات في هذا العيد. يعلّل المنظّمون سبب تحديد هذا الموعد بأنّ «هذا اليوم هو بداية فصل الربيع، وهو بداية الحياة وفقاً للتقويم الميثولوجي».
يذكر أنّ أدوات العمل وعناصره تطوّعيون، إذ إنّ الممثّلين لن يتقاضوا أيّ أجر، كما أنّهم كتبوا سيناريو المسرحيّة بأنفسهم. كذلك ستتكفل المخرجة رانيا الخوري بإخراج العمل مجاناً.
يبدي المنظّمون تفاؤلهم حيال حجم الحضور المنتظر في المسرحية وتنوّعه، وهو ما سيسمح للممثّلين بإيصال هدفهم إلى الجمهور، الذي يجب أن يكتشف وحدة الحياة والمصير بين الشعب الواحد، تمهيداً «لصوغ رؤية عيشٍ جديدة خارج الفقاعات».
أما الممثّلون فهم: هبة نجم، هبة سلامة، بسمة بيضون، مهدي هاشم وعمر القصي.