ليال حدادكانت في الثالثة عشر من عمرها. اتهّمتها الراهبة بأنها لا تحترم النشيد الوطني ولا المسيح. كان العقاب قاسياً: 100 مرة النشيد الوطني و«أبانا الذي في السموات». في اليوم التالي أنّبتها الراهبة مجدّداً. لقد كتبت «أبانا» الخاصة بالأرثوذكس. فعلتها الفتاة قصداً. أرادت استفزاز الـ«ما سور»، ونجح الأمر.
كانت في الخامسة عشرة من عمرها. قال لها أستاذ التاريخ «ليس صحيح أن لبنان بلد عربي، نحن فينيقيون». استغربت وأصرّت على أنّ كلّ الدلائل تشير إلى أننا عرب. كان العقاب قاسياً: طردها من حصصه طيلة شهر. والحجّة «ترفض أن تتعلّم». وعندما عادت إلى صفّه مجدداً، رأت أن النوم هو أفضل الحلول. رضي الأستاذ، ارتاحت هي.
كانت في السابعة عشرة من عمرها. لم تفهم سبب تعليق صور القديسين في الهيئة الطلابية، فطالبت بنزعها. سخر الجميع منها. لم تحتج يومها إلى عقاب: إنها الجامعة اللبنانية. فهمت اللعبة من سنتها الأولى.
كانت في الواحدة والعشرين من عمرها. رأى أحد أقاربها ما كتبته عن غزة، فشكاها لوالدها. عاتبها الأب وحاول إقناعها بالتركيز على «مواضيع تناسب عمرها». اقترحت الجنس. فكان العقاب قاسياً: استجواب لساعات. ابتسمت الفتاة، واستمتعت باللعبة.
أصبحت في الثالثة والعشرين. أخبروها أنّ بإمكانها أن تنتخب. احتارت في خيارها، إلى أن علمت أن الجميّل «جونيور» مرشّح. تنفّست الصعداء. لقد سهّل ذلك المهمة.