جبيل ــ جوانّا عازار«مشكلة مياه الشفة والريّ في جبيل والقضاء لن تحلّ نهائياً إلا بتنفيذ مشروع سدّ جنّة الذي سيروي جبيل لخمسين سنة مقبلة»، الكلام لمصدر مطّلع في مصلحة المياه في جبيل، الذي يضيف أنّ الدراسات الجيولوجيّة للمشروع أنجزت في مكتب الدراسات في وزارة الطاقة والمياه، وهو ينتظر تأمين التمويل للبدء بتنفيذه. وبالانتظار، سيستفيد القضاء من قرض إيطالي لاستبدال خزّانات وخطوط جرّ المياه الرئيسيّة في القضاء وقسم من شبكة المياه والمجارير. وفي ظلّ توافر الأموال اللازمة لذلك، ينتظر تحديد دفتر الشروط لبدء التنفيذ مطلع الصيف المقبل. جبيل وقضاؤها على موعد إذاً مع مجموعة حلول لأزمة شحّ المياه القديمة، وخاصّة أنّ نسبة الهدر في المياه وصلت إلى70% بسبب شبكات توزيع المياه المهترئة التي تعود إلى عام 1964. وتحتاج جبيل والقضاء يوميّاً إلى 35 ألف متر مكعب من المياه. وقد بدأت المنطقة بالاستفادة من برنامج شامل لكلّ القضاء عملت به مصلحة المياه، وهو يشمل محطّة جديدة لتكرير المياه تؤمّن المياه الصالحة للشرب، مصدرها نهر إبراهيم، وهي قادرة على تأمين 15 ألف متر مكعب من المياه يوميّاً بمواصفات عالميّة، لكونها تعمل وفق تقنيات حديثة وبإشراف فريق فنّي متخصّص. وقد استحدث في المحطة مختبر لفحص المياه يوميّاً، بحيث تؤخذ العيّنات من 3 مصادر مختلفة من المحطّة قبل التكرير وبعده. إلى ذلك، تؤخذ عيّنات يوميّاً من شبكات التوزيع، ويتمّ فحصها في المختبر المحلّي والرئيسي التابع لمصلحة المياه في منطقة ضبيّة، للمقارنة بين النتائج. وتغذّي هذه المحطّة مدينة جبيل، بلدة قرطبون ومنطقة عمشيت. وفيما كان المواطنون يستفيدون من المياه بمعدّل 3 ساعات خلال الـ 48 ساعة، أصبحوا يستفيدون يوميّاً من 12ساعة مياه. يبقى على أهالي بلدات: نهر إبراهيم، حالات والفيدار الانتظار نحو شهرين لتبدأ محطة تكرير نهر إبراهيم بتغذيتهم، وخاصّة أنّها كفيلة بتأمين 5 آلاف متر مكعب من المياه يوميّاً.
ومن الملحّ أيضاً استكمال استبدال شبكات المياه المهترئة وتأهيل شبكات جبيل، بانتظار إيجاد حلّ للمحطة التي تشمل خطّ أفقا ـــــ العوينة والمتوقّفة منذ 15 سنة، والتي في حال إنجازها ستؤمن 5 آلاف متر مكعب من المياه لتغذية المناطق الجبليّة الشماليّة من العوينة إلى عنايا، إهمج، مشمش، ترتج، راس أسطا، علمات، الخاربة، وصولاً إلى ميفوق. بينما الخزانات الحالية لا تؤمّن سوى 300 متر مكعّب من المياه. وفي خطوة مرافقة، كانت بلديّة جبيل قد أوقفت بقرار من رئيسها د. جوزف الشامي، الصهاريج التي لا تستعمل ماكينات لتكرير المياه عن العمل، كون ذلك أدّى إلى تفشّي بعض الأمراض الجلديّة.