قاسم س. قاسمانتهت أزمة بطاقات الهوية الجديدة بالنسبة إلى الطلاب الفلسطينيين القاطنين في مخيمات بيروت. أما طلاب مخيمات الجنوب، فكل ما حصلوا عليه «وعود لم تترجَم أفعالاً حتى الآن»، كما يقول مسؤول لجان حق العودة في الجنوب فؤاد عثمان. وكان هؤلاء الطلاب قد عانوا في الأشهر الماضية من خوف عدم حصولهم على هويات جديدة لتقديمها مستنداتٍ للحصول على بطاقة الامتحانات الرسمية، فساد هرج ومرج بينهم، مخافة انتهاء المهلة المحددة لتقديم الطلبات. عندها استنفرت اللجان الشعبية في مختلف مخيمات بيروت للضغط على المعنيين في دائرة الشؤون السياسية واللاجئين في بشارة الخوري «التي تُعنى بإصدار هذه الهويات»، بحسب مسؤول في اللجنة الشعبية ـــــ تحالف القوى الفلسطينية في مخيم برج البراجنة أبو وليد العينين، وخصوصاً أن سبب التأخير غير مفهوم. عندها وجهت العديد من المذكرات والرسائل إلى ممثلية منظمة تحرير فلسطين، الأونروا، وحتى إلى وزارة الداخلية. إثر ذلك، «فُرجت» فحصل أغلب الطلاب الفلسطينيين في بيروت على هوياتهم الجديدة. فما الذي تغيّر؟ وما كان سبب التأخير؟ لا يعرف أي من المسؤولين الجواب عن هذا السؤال. المهم بالنسبة إليهم أنها «انحلّت وكل الطلاب أخذوا هويات» كما يقول مسؤول في اللجنة الشعبية ـــــ منظمة التحرير في مخيم البرج حسني أبو طاقة. وبما أنّ السبب الرئيسي في تأخير إصدار الهويات بقي مجهولاً، فإن سبب الانفراج أيضاً بقي مجهولاً. وفي محاولة لتفسير الأسباب، اتصلت «الأخبار» بأحد المسؤولين الكبار في الأونروا، الذي رفض التصريح باسمه، فقال إنّ «المدير العام للأونروا في لبنان سلفاتوري لومباردو وجه رسالة إلى المدير العام لوزارة الداخلية بالوكالة العميد المتقاعد نقولا الهبر يطلب فيها تسهيل إصدار الهويات للطلاب». وأضاف أنه «بموجب هذه المذكرة سُهِّلَت أمور الطلاب». وبالنسبة إلى طلاب الأونروا، قال إن «جميع طلابنا حصلوا على هويات جديدة، ولم يعد هناك مشاكل بهذا الخصوص». إذاً، المشكلة أصبحت محلولة بالنسبة إلى أبناء مخيمات بيروت، بينما ما زال هناك عشرة آلاف طالب في مخيم عين الحلوة لم يستطيعوا الحصول على هويات جديدة. يقول عثمان إنّ «المشكلة لا تزال قائمة بالنسبة إلى طلاب عين الحلوة، وأنا متابع للموضوع، وكل ما حصلنا عليه حتى الآن هو وعود فقط». بقي طلاب مخيم عين الحلوة بانتظار حلّ مشكلتهم أسوة بطلاب مخيمات بيروت، على أمل أن لا ينطبق عليهم القول: «عالوعد يا كمون».