فهيم حمزة14 شباط الذكرى الخامسة والعشرون لتحرير الشحار الغربي من رموز المشروع الصهيوني الأميركي من قوات لبنانية وحزب الكتائب المسؤولَين المباشرَين عن هدم بيوتنا ودم شهدائنا الأبرار. دائماً في هذا التاريخ، نقف بكل خشوع أمام أرواح شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن كرامتنا وعروبة هذا الجبل في مواجهة الأحلاف الداخلية المدربة والمسلّحة من العدو الصهيوني. فباستشهادهم أسقطوا اتفاقات الذل والخنوع للمشروع الصهيوني. وفي هذا التاريخ بالذات، لا بد من أن نقف بكل اعتزاز ووفاء للمقاومين الأحياء الذين ساهموا في تحرير الشحار، ونخص بالذكر وبالشكر القائد الملهم المقدام العميد وليد سكرية الذي لعب الدور الأكبر في تحرير الشحار وغيره. بعد كل هذه الأعوام، لا بد لنا من أن نقف عند تبعات هذه الحرب البغيضة، ليقفل هذا الملف بالكامل؛ فالقيادات المتناحرة بالأمس تصالحت ولو على دماء شهدائنا والدمار والخراب الذي لحق في بيوتنا التي لا تزال مهدمة، وما زال البريء المسيحي مهجراً والمقيم محتلاً، فإلى متى الاستخفاف بعقول الناس.
الجميع يعلم كيف أنفقت وأهدرت وزارة المهجرين، السيئة الصيت، المليارات. أنفقت على المحازبين والمفاتيح الانتخابية حتى فاقت إهداراتها كل تصوّر. وأكثر القرى التي فتح فيها هذا الملف، لم تستكمل حقوقها بعد، من عيتات إلى عيناب وبيصور وكفرمتى ودقون والبنّيه حتى عبيه التي ما زالت أنقاضاً.
وكنا وما زلنا نسمع: لا أموال. وآخر ما لفت نظرنا، تصريح لنائب ملهم حيث قال للصحافيين: نحن لم نطالب بأموال لصندوق المهجرين في الموازنة المقبلة. لماذا الخوف من إقفال هذا الصندوق؟ هل لأنه بقرة حلوب أم خوفاً من أن تُكشف الإهدارات؟ ولا يجوز كلامنا نحن ضد إقفال صندوق المهجرين قبل استكمال دفع التعويضات لمستحقيها حتى لا نلجأ إلى السلبية السلمية لنوصل صوتنا إلى آذان المسؤولين كافة.
ما يلفت نظرنا اليوم، وفي خضم الحملة الانتخابية، صناديق الإعاشة. هل هي لشراء ضمائرنا وأصواتنا في الانتخابات المقبلة؟ أم لتنسينا حقوقنا المطلوب دفعها اليوم قبل الغد؟ صناديق الإحسان تترافق مع زيارات مكوكية لأحد نواب المنطقة الذي لم نره منذ الانتخابات الماضية، ولم يتكرّم علينا النواب الباقون ولو بزيارة لنعطيهم الدروس في الوفاء. لا خدمات، لا بنى تحتية، فحدّث ولا حرج.
أكثر من ربع قرن من المعاناة مع وزارة المهجرين والمهجر مهجر والمقيم محتل. كل ما سمعناه في الماضي وبدأنا نسمعه اليوم من تجييش مذهبي وطائفي وتحريض، هدفه أن ننسى ما عانيناه طوال سنوات التهجير واحتلال البيوت. فأحرار هذه المنطقة مصممون على مقاطعة الانتخابات النيابية، وبكل وعي وثقة بالنفس، فلن نُشترى بصندوق إعاشة ولن نبيع الوطن بخمسين دولاراً.
فليعلم مَن يعنيه الأمر: نحن مع بناء وطن عروبي لا مذهبي ولا طائفي.
أخيراً، نحن مع مقاطعة الانتخابات، نؤيد ونحرّض على الصناديق الفارغة، حرصاً على حقوقنا المنسية في الأدراج ولغاية في نفس يعقوب، فالموعد مع الصناديق الفارغة أصدق تعبير عن قرفنا.