سمية علي«وخير جليس في الأنام كتاب». لكن يبدو أن جيل اليوم لا يهوى مجالسة الكتب كثيراً، مفضلاً، ربما، العالم الإلكتروني أو شاشات التلفزة على عالم الكلمات. لكن لمَ لا يكون الإنترنت نفسه بوابة للمطالعة؟ هذا هو التساؤل الذي راود المحاضرة في جامعة البلمند، رانيا المصري، ولبّته بإنشاء موقع إلكتروني من تصميمها، هدفه الأساسي تحفيز طلابها على المطالعة من خلال دفعهم إلى قراءة الصحف والكتب التي تحمل مواضيع سياسية واجتماعية متنوعة. في صوت رانيا حسرة على طلابها الذين كما تقول: «لا يقرأون إلا ما يتعلق بالمواد التي يأخذونها، متناسين أن الجامعة هي الوسيلة التي يعبرون من خلالها إلى سوق العمل، أما الثقافة وسعة الاطلاع فهما اللذان يجعلان الفرد عنصراً ناجحاً في محيطه».
لتحقيق هذا الهدف، افتتحت الموقع، وعمّمت على طلابها العنوان الذي سيجدون فيه عدداً كبيراً من المقالات والمواضيع المأخوذة من الصحف، بالإضافة إلى مكتبة تتضمن مجموعة غنية من الكتب. أما المطلوب، توضح رانيا، فهو «اختيار الطالب أحد هذه الكتب وقراءتها ومن ثم نقد المحتوى بشكل موضوعي وبنّاء، ليحصل مقابل ذلك على علامات إضافية».
أما لماذا الاهتمام بالنقد؟ فلأن رانيا لا تريد من الطالب أن يكون مجرد متلقّ، لذا عليه إعادة صياغة الأفكار بقلمه وفكره الخاص. بداية، لم يبد الطلاب حماسة تجاه المشروع، إلا أن الأمور تحسّنت لاحقاً، كما تؤكد المصري. «فقد أبدى، مع الوقت، عشرة من ثلاثين طالباً، تجاوباً، وهذا عدد مقبول نسبياً».
تطمح المصري إلى حشد عدد أكبر من القراء، مشيرة إلى حاجة المجتمع لشباب مطّلع وناقد. وهذا لا يكون إلا إذا دخلت المطالعة سلّم أولوياتهم. ربما أصبحت القراءة «في زمن كان» بالنسبة لكثيرين، لكن رانيا تصرّ دائماً على الهمس في عقول طلابها «أطفوا التلفزيون شوي! ثم انظروا إلى ما حولكم قليلاً فسترون الأشياء بشكل أوضح، فهناك في زاوية ما ستجدون كتاباً فيه الكثير ليطلعكم عليه».
www.greenresistance.wordpress.com