أحمد حيدرقرأت رواية «الغربتان» لنبيل خوري التي يسترجع فيها ذكريات الحرب الأهلية البغيضة، حيث يخطف الجرحى من المستشفيات على الهوية. ويكفي سبباً لقتل صديق الأمس أنه «كلب مثل البقية»!
فكتبت: 1975: في عرف بعضهم، يجوز أن يُذبح الوطن شرط أن يكون هذا عبثيّاً. يجوز الخطف شرط أن يكون الخاطف كما المخطوف لبنانياً. يجوز القتل شرط أن يكون على الهوية. يجوز السحل شرط أن يكون طائفياً. وبيروت التي دمرتموها ألا مَن يذرف دمعةً على سيّدة العواصم العربية؟
هل كان ذاك نضالكم أم خضتموه عن البقية؟ كان ذاك دفاعنا عن ملّةٍ وجماعةٍ ووجودها، قل عن هوية.
في الحرب ليس هناك بدٌّ من وجودٍ للضحية. في الحرب ليس هناك بدٌّ من خطيّات «صغار»! كان أواناً للثياب العسكرية ومضى. وقد أتى زمن الإعمار 2006: الخطف إن كان لجندي يدنّس أرضنا فهو انتحار والقتل بات فعلة مذمومة. هي ولدنات لمراهقين صغار والقصف إن كان لمدن عدونا فهو الدمار لعدونا ولنا فلن يرد بالأزهار. الدمار؟ آه كم تكرهون الدمار!
الحمد لله قد باتت الأشلاء تؤرقكم وتزعجكم. تقززكم وتقرفكم وهذا وحده شئتم أم أبيتم أكبر انتصار!