عمر نشّابةتمكّن وزير الدفاع الوطني الياس المرّ من تحقيق إنجاز لافت في مهمة «توسيع العلاقات العسكرية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية». فسيصل إلى لبنان خلال الشهرين المقبلين 41 مدفعاً و12 زورقاً سريعاً و12 طائرة من دون طيار لمساعدة الجيش اللبناني «في رصد أي محاولات لإطلاق صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل». كما ستشمل «المساعدات» طائرة «لتوفير الدعم الجوي للقوات البرية»، إضافة إلى شحنة من 20 صاروخ جو ــــ أرض من طراز «هيلفاير» (Hellfire). كما سيُمنح الجيش دفعة أولى من دبابات ثقيلة من طراز «أم ــــ 60» تضم 10 دبابات من أصل 66.
تعمل عادة الدول التي تتعرّض لعدوان حربي على تجهيز جيشها ليتمكّن من حماية مواطنيها. وكانت آلة الحرب الإسرائيلية قد اعتمدت أساساً سلاحها الجوي في عدوانها على لبنان عام 2006 وفي جولات القتل التي سبقتها. لكن بدل أن يتركز تجهيز الجيش اللبناني بدفاعات أرضية وصواريخ مضادة للطائرات، يعود وزير الدفاع من أميركا حاملاً معه العكس: صواريخ جو أرض (بعدما كان قد أعلن أنه تمكّن من تأمين طائرات روسية تبين لاحقاً أنها غير صالحة للاستعمال).
على أي حال كان لافتاً أن اجتماعات الوزير المّر في واشنطن شملت يوم الثلاثاء الماضي مستشار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للشؤون الإيرانية دنيس روس، ومستشار الرئيس أوباما لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب جون برينن، والمسؤول عن قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو. وعن هذه الاجتماعات وغيرها من اللقاءات التي حفلت بها زيارة المرّ إلى أميركا، قال مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما إنها تعكس عمق المصالح الأميركية في لبنان و«لأننا نريد أن نبعث بإشارة رمزية، إضافة إلى المناقشات العملية بشأن طريقة تطبيقنا لالتزامنا بلبنان مستقلاً». وجدّد موقف واشنطن الرافض للتعامل مع «حزب الله» لأن سياساته «كتنظيم إرهابي» لا تخدم الأمن في المنطقة.
أيّ دولة مستقلّة في العالم يستقدم وزير الدفاع فيها دعماً عسكرياً من دولة أخرى تعتبر جزءاً من شعبها إرهابياً؟
دولتنا. فليطمئن ليبرمان لأن السلاح الآتي من الغرب يصلح لرصد مطلقي الكاتيوشا على المستعمرات الصهيونية أو لتدمير مخيّم «يتحصّن فيه إرهابيون».