زحله ــ نقولا أبورجيلي«ما عنا شغلة ولا عملة إلا رفع الديجنتير كل الليل». تكاد تكون هذه العبارة هي الوحيدة التي يتداولها أهالي بلدة إشهابيّة الفاعور منذ فترة. فالبلدة، التي لم تهنأ أصلاً منذ عشر سنوات بتيّار كهربائي «محترم»، تعاني منذ بضعة أسابيع أزمة «تكتكة» في المحوّلين الكهربائيّين اللذين يغذّيان 650 منزلاً في البلدة. ويشير شيخ عشيرة عرب الحروك التي تسكن المنطقة وليد الفيّاض إلى أنّ «قوة المحرّكين لا تكفي لتأمين الطاقة للمنازل المنتشرة في القرية، كما أنّها لا تناسب عدد السكان الذي يتزايد يوماً بعد يوم». ويشكو شيخ العشيرة من عدم تجاوب المعنيين في شركة كهرباء شتورا، على الرغم من قيام وجهاء المنطقة بمراجهات كثيرة لمدير الشركة من أجل تركيب محوّلات إضافية جديدة تفي بالغرض. ويحمّل الفيّاض المسؤوليّة كاملة لشركة الكهرباء، إذ يشير إلى «أنّه بسبب تلف الأسلاك الكهربائية المغلفة بطبقة بلاستيكية التي كانت قد وضعتها قبل نحو عشر سنوات، بات من السهل على الأهالي التعدّي على الشبكة». وهذا فعلاً ما حصل، حيث لجأ الأهالي إلى تعليق الأسلاك المعدنية في الأمكنة التي تعرضت للتشقق والتفسّخ نتيجة تأثرها بالعوامل الطبيعية طيلة هذه المدة، الأمر الذي أدّى إلى انفجار الشبكة مرّات عدّة. وتجنّباً لانفجارات أخرى قد تحصل، دعا الفيّاض شركة كهرباء شتورا إلى تحمل مسؤولياتها من خلال تكثيف دوريات التفتيش بمؤازرة القوى الأمنية وفي أوقات متفاوتة خلال الليل، مبدياً استعداده ووجهاء العشيرة لتقديم العون اللازم وتنظيم الأمور. ولكن، مقابل هذا «العرض»، طالب الفيّاض الشركة بدرس إمكان خفض قيمة الاشتراك في تركيب الساعات الكهربائية المزوّدة بعدادات، نظراً للضائقة الاقتصادية التي يعانيها معظم أهالي القرية. وأكد أن ذلك قد يساعد على معالجة المشكلة، لكون نسبة 25% من أهالي البلدة يتزوّدون بالطاقة الكهربائية إما بالتعدي على الشبكة أو بتقاسم استهلاكها في ما بينهم.
من جهته، نفى مسؤول في شركة كهرباء شتورا، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب مهنية، من خلال اتصال هاتفي أجرته معه «الأخبار»، ما يدّعيه أبناء البلدة. وأكّد أن الفرق الفنية التابعة للمصلحة تقوم بما يتوجب عليها من أعمال دائماً، إن كان من ناحية تصليح الأعطال التي تتعرّض لها شبكة الكهرباء أو من ناحية الإسراع بتركيب العدّادات وملحقاتها بفترة قصيرة تعقب تقديم الطلبات المستوفية الشروط القانونية، كما أنها تزيل التعديات عن الشبكة، وكانت فرق التفتيش قد حررت عشرات المحاضر بالمخالفات التي اكتُشفت. أما بالنسبة لتزويد البلدة بمحولات جديدة، فأكد المسؤول أن العمل جار بهذا الخصوص وسينتهي ذلك في القريب العاجل، وذلك عند توافر الاعتمادات اللازمة لشراء هذه المحوّلات. وعن إمكان خفض قيمة الاشتراك، ختم بالقول إن هذا الأمر يعود إلى وزارة الطاقة، وهي الجهة الوحيدة المخوّلة اتخاذ مثل هذه القرارات.


انفجار المحوّل الكهربائي

... وانفجر أحد المحوّلين الكهربائيّين أوّل من أمس في بلدة إشهابيّة الفاعور. ومنذ ذلك الوقت تعيش البلدة أزمة «مدوبلة»، حيث إنّ المحوّل الباقي لم يعد يكفي لتغذية نصف المنازل الموجودة، أو حتّى أقل. وأمام هذا الواقع، الذي ما عاد أهالي البلدة قادرين على تحمّله، أعلن شيخ العشيرة وليد الفيّاض وعدد من وجهاء البلدة عن سلسلة من الخطوات التصعيديّة إذا لم يبادر المسؤولون في شركة كهرباء شتورا إلى معالجة «تداعيات الانفجار الأخير وحل أزمة الكهرباء نهائياً». وكشف الفياض عن «أنّ الخطوة الأولى ستكون الاعتصام أمام مبنى شركة الكهرباء»، مرجّحاً أن يكون توقيته في عطلة نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل.