ظل معتقل الخيام، قبل تدميره صيف 2006، شاهداً على إرهاب العدو الإسرائيلي وممارساته بحق المعتقلين والأسرى اللبنانيين. تروي زنزاناته وأقبية الاعتقال فيه وغرفه النتنة لآلاف الوافدين والزوّار الذين حجّوا إليه من كل المناطق اللبنانية، ومن أصقاع الأرض، والعوالم العربية والأميركية والأوروبية والإيرانية، تتقدمهم النخب العلمية والثقافية والبرلمانية والبعثات الإنسانية، وكان آخرهم العالم نعوم تشومسكي، مباركين التحرير، حكاية الاحتلال وممارسات العدو وهمجيّته.بنى الفرنسيون ثكنة الخيام سنة 1933، لتكون مقراً لقواتهم في الجنوب، على تلة تشرف بصورة كاملة على منطقة إصبع الجليل في شمال فلسطين وعلى مرتفعات الجولان.
مع استقلال لبنان، أخلى الفرنسيون الثكنة ليتسلّمها الجيش اللبناني سنة 1943. وظلّت كذلك حتى آذار سنة 1978، عندما اجتاحت إسرائيل أجزاءً واسعة من الجنوب، ونفذت مع العصابات التابعة لها عملية تدمير منهجية بحق الخيام، بعد تهجير أهلها، ثم سلّمت الثكنة للميليشيات المتعاملة معها. وبعد اجتياح عام 1982، اعتمدتها مركزاً للتحقيق، ثم معتقلاً بديلاً من معتقل أنصار الذي أقفلته في 4 نيسان 1985، تحت اسم «معتقل الخيام»، زجّت فيه الآلاف من المعتقلين اللبنانيين والمقاومين الذين تعرّضوا فيه لأعتى أساليب التعذيب والقهر.