محمد نزاللم يكن أمام المواطنين، أمس، سوى تداول الشكاوى في ما بينهم، لقد أرهقهم الحديث عن أزمة السير، وزحمته. عبد الله، مجرد سائق تاكسي، هو أحد هؤلاء الذين دفعوا من تعبهم ثمن هذه الزحمة، التي سبّبتها زيارة نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن. تشبه شكوى عبد الله عشرات الشكاوى التي عبّر عنها أمس مواطنون أمضوا ساعات في سياراتهم بسبب ازدحام بلغ درجاته القصوى، على الرغم من إعلانات قوى الأمن الداخلي أول من أمس، عن «تدابير سير استثنائية»، تزامناً مع زيارة أحد أرفع الدبلوماسيين الأميركيين إلى لبنان، وعلى الرغم من زجّ الجيش إلى جانب قوى الأمن الداخلي، في فرض تدابير أمنية صارمة على نطاق واسع، فإن السير غرّد خارج سرب الإجراءآت الأمنية.
أما من ناحية المناطق التي خنقتها الزحمة، على كثرتها، فتركّزت في المناطق التي زارها الضيف، حيث قُطعت الطرقات من طريق المطار إلى الحازمية باتجاه القصر الجمهوري، وكذلك غصّت الطرق القريبة من السرايا الحكومية بالسيارات المتوجّهة إلى شارع الحمرا، فضلاً عن ازدحام شهدته الطرق المحيطة بعين التينة. اللافت أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي استبقت حصول الزحمة، في بيانها الذي عمّمته على وسائل الإعلام، قبل يومين، وطلبت فيه من المواطنين أخذ العلم بالطرقات التي قد يُقطع السير عنها لفترات متتالية، ما بين الساعة الحادية عشرة صباحاً، والساعة السادسة والنصف مساءً، وعدم ركن سياراتهم على هذه الطرقات بدءاً من ساعات الصباح الأولى.
وفي هذا السياق، أشار رئيس جمعية «اليازا»، الملمّة بشؤون السير، زياد عقل، إلى أن الجمعية تلقّت أمس، العديد من شكاوى المواطنين جرّاء ازدحام السير. لا حول ولا قوة لهؤلاء الناس إلا الشكوى الخجولة. وفي تحليل استباقي، أبدى عقل تخوّفاً من أزمة سير «غير مسبوقة نقترب منها مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستكون في يوم واحد في كلّ لبنان». وشرح أن «أعداداً كبيرة من المواطنين سوف يأتون من الخارج، وسيسهم ذلك في خلق أزمة سير لا محالة». وتحدّث عقل عن غياب رجال شرطة السير عن بعض التقاطعات، التي شهدت ازدحاماً، ودعا إلى تعزيز عديد قوى الأمن لمواجهة الأزمة المتفاقمة، «علماً بأنه جرت أخيراً زيادة في هذا العديد، لكنها زيادة غير كافية لمواجهة التحديات المقبلة».