ريتا بولس شهوانلا تنحصر استعدادات الطلاب الجامعيين لحفل تخرجهم في التمرن على طريقة الابتسام أو على رمي القبعة في الهواء. إذ يجتهد الخريجون الجدد، وخصوصاً الفتيات، في تجهيز بذلات التخرج وفساتينه. وخلافاً لزملائهنّ الذين لا يأخذون وقتهم في الاختيار، تبدو ملابس حفل التخرّج أصعب امتحان تواجهه الطالبات، قبل مغادرة أروقة الجامعة.
يكفي استعراض أهمية حفل التخرج بالنسبة إلى الطالبات، لمعرفة مستوى اهتمامهن بالمظهر، رغم اختلاف دوافعهن. ترتبك جاين قبل الكلام عن تحضيراتها، ومرد هذا الارتباك هو كثرة التفاصيل التي لا تبدأ بشراء الفستان، ولا تنتهي باختيار «الماكياج» وتصفيفة الشعر المناسبين. تصف جاين حفل التخرج بـ«ليلة زفاف من نوع آخر». أمّا تونيا، فتضع «اليوم يلي ما بيتكرّر» في خانة مراكمة الخبرات. بدأت تونيا بحثها عن فستان التخرّج قبل ثلاثة أشهر من موعد الاحتفال. ولأنّ المشورة تنفع في هذه الأمور، سألت الفتاة العشرينيّة زميلاتها في الصف عن فساتينهن: طويل أم قصير؟ يدخله شك خرز أم هو بسيط؟ ملوّن أم كلاسيك؟ لكن المفارقة تكمن في أنّ سؤالها لم يكن للاستفادة، بل لمعرفة «موديلات» الفساتين التي سترتديها زميلاتها، لتفادي الوقوع في «فخ» التشابه. «المهم ما يشبهني حدا»، تقول الفتاة.
للبشرة والماكياج حصتهما أيضاً، إذ بدأت بعض صديقات تونيا باتّباع علاج للبشرة، فيما استعرضت أخريات العديد من التسريحات عبر «كاتالوغات» صالونات التجميل. أمّا التكاليف فغير مهمّة قياساً «بلون الكونتور، درجة السمرة، وشكل الوجه». والسبب؟ تشرحه إحدى الطالبات قائلة: «كثيرات ينتظرن غلطة، حتى تبدأ تعليقاتهن، كما كنّ يفعلن في الجامعة».