عايدة عبد الوهاببحقّ مَن سمّاكِ فلسطين أن تنادي كل المبعدين. بحق مَن سماكِ أن تفكّي أسر الأسرى والمبعدين. بحق زهر الياسمين يا أنقى وأرق من زهر الياسمين. بحق اليتامى والرياحين وهل يصبح الحلم حقيقة؟ ومتى؟ كم أنا حالمة بنسمة هواء تنفح روحي التائهة لتمنحها السكينة. أحلم بنظرة واحدة ولو بعيدة لبيت جدي القديم، لعلّي أُمنحُ قوّة إلهيّة فريدة.
أحلم بلمسة واحدة لحجارة مدينتي الجميلة. بقطف وردة ولو ذابلة من أي حديقة وشارع أو بستان لعلّي أستنجد منها بالحياة. كم أنا حالمة بخطوة واحدة أمشيها في دروب أسواق مدينتي العزيزة لعلّي أتعلّم منها متابعة السير المضني في حياتي العنيدة. أحلم وهل للحلم ثمن؟ ثمن الحلم العذاب والانتظار الطويل والترقّب. متى سيصبح الحلم حقيقة؟ وأي حقيقة رائعة ستكون حينئذٍ؟ أحلم برؤية نجمة ساطعة في سماء ضيعتي الهادئة. وأن أمسك ورقة أو جذع شجرة من الشجرات الباسقة في المدينة لعلّي أستمدّ القوّة منها إلى الأبد. أحلم كما الملايين بقطرة ماء من أنهار بلادي الخيّرة. بإكليل زيتون أضعه على رأسي يوم زفافي واستنشاق زهرة ليمون بكرٍ لن تمدّ لها يد قلبي. آه يا له من حلم قديم وما زال حلماً ولن يموت هذا الحلم إلا بالموت ولكن سيبقى الحلم يرفرف فوق
القبر.