بعلبك ــ علي يزبكوبحسب رئيس بلدية بعلبك بسام رعد فإن المسؤول عن ذلك هو «غياب الإدارات المعنية في الدولة لأن المواطنين ملّوا الانتظار، وقاموا بمبادرات فردية، وكل يوم تأخير يعني لهم المزيد من الخسائر، فالمحالّ التجارية هي مورد رزقهم. ولكن هناك بشرى سارة لتخفيف وطأة ما جرى، وخصوصاً أن التدمير الكلي كان محصوراً في بناءين متجاورين، وسيقوم صندوق التنمية الكويتي بتأهيل جزء من السوق القديم، مع إقامة بنى تحتية بحسب الأصول، والدراسات المرتكزة على المحافظة على طابعه التراثي. وهناك مساع نبذلها لإعادة تأهيل واجهة البناء الذي أعيد إعماره. أما البناء الآخر، فإننا نتمنى أن نلقى تجاوباَ من جانب المديرية العامة للآثار لإعادة بنائه مع المحافظة على طابعه التراثي».
ويؤكد رعد أن بلدية بعلبك عملت منذ اللحظة الأولى على إزالة الركام والأضرار اللذين خلّفهما الاعتداء الإسرائيلي على السوق، وهي لا تملك الإمكانات المادية لإعادة البناء وفق النمط القديم، وخصوصاً أنه لم تكن قد مضت فترة طويلة على تأهيل هذه السوق، وهو المشروع الذي نفّذ بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وانتهت أشغاله قبل سنة واحدة من عدوان تموز 2006.
يسأل المدير التنفيذي لنقابة أصحاب المؤسسات والمحال التجارية عامر الحاج حسن: «ألا تكفي ثلاث سنوات من الانتظار؟ أين هي خطط المديرية العامة للآثار ووزارة الثقافة لحماية السوق القديمة. فما جرى هو فوق قدرة أصحاب المحال التجارية على تحمّلة، فكلنا يعرف أن مردود هذه المحال بسيط».
أما بالنسبة إلى الهياكل الرومانية في بعلبك، فكانت جدرانها قد ارتجت بفعل الغارات الإسرائيلية. ما أدى إلى تساقط أحد أحجارها. وبما أن الموقع مصنّف على لائحة منظمة للتراث العالمي، فقد أتت في خريف 2006 لجنة علمية لتحديد الأضرار. ونتج من تلك الزيارة تحديد ضرورة إنجاز الرفع الثلاثي الأبعاد لهذا الموقع، فعملت المؤسسة الدولية على شراء الأجهزة الضرورية وتقديمها إلى المديرية العامة للآثار التي بدأت خلال الأشهر الماضية عملية الرفع التي تستغرق شهوراً.