البقاع ــ رامح حميةالتاسعة من صباح اليوم موعد بدء عملية إتلاف الحشيشة في سهول البقاع. بعدما أزيلت كل العوائق اللوجستية التي أدّت في الأسابيع الماضية إلى تأجيل عملية إتلاف نبتة القنب الهندي (حشيشة الكيف) في البقاع، ثلاث مرات متتالية، قررت القوى الأمنية البدء اليوم بعملية الإتلاف بمؤازرة من الجيش اللبناني، فيما يتساءل الأهالي إن كانت عملية الإتلاف ستتم هذه المرة.
أكد مسؤول أمني في البقاع لـ«الأخبار» أن عملية «الإتلاف ستبدأ صباح الثلاثاء 18 آب من بلدة طليا»، مشيراً إلى أن نسبة الجهوزية لدى العناصر التي ستشارك في العملية وصلت إلى 95% بدءاً من الساعة الرابعة عصر يوم أمس».
وأضاف المسؤول أن قيادة الجيش أوعزت إلى اللواء الخامس الذي تنتشر قطعاته في البقاع الشمالي، بدءاً من بلدة بريتال وحتى الحدود السورية ـــــ اللبنانية، ستساند وتؤازر قطعات قوى الأمن الداخلي، فضلاً عن «الطلب إلى فوج التدخل الثالث (المنتشر بدءاً من عنجر وحتى بريتال) مؤازرة اللواء الخامس في عملية الإتلاف». وكشف المسؤول الأمني أن مشكلة الجرارات الزراعية قد حُلت «وتم الاتفاق مع عدد لا بأس به من أصحابها وهم سيحضرون اليوم للبدء بإتلاف الحشيشة»، موضحاً أن أجور أصحاب الجرارات ستدفع لهم «مباشرة بمجرد انتهاء أعمال الإتلاف في المنطقة».
وعن إمكان حصول مواجهة بين القوى الأمنية والمزارعين، قال المسؤول «من المرجح إطلاق بعض العيارات النارية في الهواء لكنّ ثمة إصراراً لدينا على إتمام عملية الإتلاف، ومعالجة إطلاق النار بحكمة ودراية».
المزارعون من جهتهم أكدوا إصرارهم على مواجهة القوى الأمنية للدفاع عما يرونه «رزقهم الموسمي» الذي يسعون للحصول عليه كل عام، في ظل «غياب السياسة الاقتصادية البديلة والناجحة» التي يمكنهم الاعتماد عليها لتأمين «متطلبات عائلاتهم»، فيما راهن البعض الآخر على عدم عثور القوى الأمنية على حقول الحشيشة خاصته قائلاً: «وقت اللي بيلاقوها عليها خليهم يتلفوها».
يُذكر أن مزارعين في البقاع الشمالي اعتصموا قبل أسبوع في بلدة بوداي، وطالبوا الدولة بعدم إتلاف مواسمهم من حشيشة الكيف، ريثما تعمد الدولة إلى الاهتمام بشؤون الزراعة في المنطقة ومشاكلها، مهددين «بمواجهة القوى الأمنية إذا اقتربت من أرزاقهم».