الضنية ـــ عبد الكافي الصمدتفاعلت على نحو خطير حادثة مقتل الشاب علي ضاهر (33 عاماً) وجرح أربعة أشخاص آخرين، في الإشكال الذي شهدته بلدة بقاعصفرين ـــــ الضنية مساء الأحد 23 آب الماضي، بعدما هدد ذوو القتيل والجرحى وعائلات البلدة بأنهم سيأخذون «حقهم بأيديهم من الجناة، في حال تلكؤ الجهات الأمنية والقضائية المعنية عن القيام بواجبها والاقتصاص منهم».
عُقد اجتماع موسع حضرته فاعليات ووجهاء البلدة في منزل حسن ضاهر، والد القتيل الذي لقي حتفه بعدما أطلق مسلحون من مرافقي مرشح خاسر إلى الانتخابات النيابية النار عليه من بنادق حربية، فأصابوه بست طلقات وجرحوا شقيقه بلال، وفق ما روى شهود قالوا إن ثلاثة أشخاص آخرين من آل كنج جرحوا خلال المصادمات التي وقعت بين أهالي البلدة والجيش في أعقاب الحادثة.
المجتمعون أصدروا بياناً شددوا فيه على «ضرورة إلقاء القبض على القتلة وإنزال القصاص العادل بحقهم».
حسن ضاهر تحدث في الاجتماع بعدما كان قد رفض تقبل التعازي بنجله قبل الاقتصاص من الجناة، أكد أن المرشح الخاسر في الانتخابات هو «المدبر والمخطط، وأن حقه وحق أهالي بقاعصفرين هو لدى بيت والد المرشح وأولاده فقط». قال ضاهر «لن نسامح وسنبقى نسعى وراء حقنا حتى آخر الزمن»، مبدياً استغرابه كيف أن «هؤلاء اللصوص والقتلة والمجرمين، دخلوا بقاعصفرين وارتكبوا جريمتهم النكراء ومروا قرب حاجز للجيش اللبناني في البلدة وهم مسلحون من غير أن يوقفهم». وناشد ضاهر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، والرئيس المكلف سعد الحريري «التدخل ووضع حد لهؤلاء القتلة، وإيصال عائلات بقاعصفرين إلى حقها».
توجه ضاهر إلى الحريري بالقول: «إن المتهم بالقتل يقول في مجالسه إن الشيخ سعد يحميني ويحمي ظهري، فإذا كان هذا الكلام صحيحاً، فلينظر الشيخ سعد إلى أهالي بقاعصفرين وهم يبكون قتلاهم وجرحاهم من جراء مؤامرات وممارسات من يحمي، وإلا فليوضح الشيخ سعد بالدليل القاطع أنه على مسافة واحدة من جميع العائلات اللبنانية، وتحديداً العائلات الضناوية، وليعمل جاهداً على إحقاق الحق والاقتصاص من القتلة وإنزال العقاب اللازم بهم»، مطالباً القوى الأمنية كافة بأن «تقوم بواجبها لتوقيف القتلة، قبل أن تتلوث أيدي عائلات بقاعصفرين بالدماء، وأقول حقنا لن يذهب هدراً وبقاعصفرين كلها على كلمة واحدة».
بدوره، قال محمد ضاهر، عم القتيل «عندما حاولنا أخذ حقنا بالقوة وقفت القوى الأمنية في وجهنا وسقط لنا جرحى، ولكن إذا لم تأخذ الدولة حقنا فإننا سنأخذه بالقوة».
محمد كنج تحدث باسم عائلات البلدة فقال «انتظرنا عشرة أيام ولم تقم الدولة بكل أجهزتها وقواها الأمنية بالدور المطلوب للجم الفتنة، عبر إلقاء القبض على الذين خططوا ودبروا وقاموا بهذه الجريمة، وأعتقد أن عددهم كان يتجاوز السبعة أشخاص».
كانت عائلات بقاعصفرين قد زارت الرئيس عمر كرامي في دارته في البلدة، وأفادته بالمعلومات التي بحوزتها عن هذه الجريمة.