طرابلس ــ عبد الكافي الصمدلم يسهم الحل المؤقت لطلاب مدرستَي الجديدة وفرح أنطون الرسميتين في طرابلس، بعد اضطرارهم إلى ترك مبناهم الذي هدم لتصدعه تمهيداً لإعادة بنائه، في معالجة مشكلة أكثر من 800 طالب جرى توزيعهم على مدرستَي مي والنموذج المجاورتين، وفق «دوام مختلف» جرى ترتيبه لفترة بعض الظهر لمدة 6 ستة أيام متتالية.
الأزمة بدأت قبل سنتين عندما ظهرت تصدعات في مبنى مدرسة الجديدة، التي تعرف في طرابلس بالسلطانية كونها بنيت عام 1908 لتكون مقراً للمكتب الرشيدي السلطاني زمن العثمانيين، ما دفع مهندسين عاينوا المبنى حينها بطلب من وزارة التربية إلى التحذير من أنه مهدد بالانهيار إذا لم يتمّ إيجاد حل لتهالكه.
ومع أن دعوات برزت للحفاظ على المبنى كونه معلماً أثرياً، وترميمه بدل هدمه، فإن أهالي الطلاب اعتصموا بعدها مراراً معترضين، ومطالبين «بإيجاد بديل عن الدوام المسائي لمتابعة أبنائهم تحصيلهم في مدارس أخرى حسب اقتراح الوزارة»، وفق ما أشار لـ«الأخبار» رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال عبد الحميد عطية.
ويوضح عطية أن مدرسة الجديدة «عانت أصلاً من مشكلة جراء انتقال طلاب مدرسة فرح أنطون إليها قبل سنوات، بسبب تصدعات في مبناها، ما جعل صفوفها التي تضم قرابة 550 طالباً تكتظ بعد إضافة نحو 280 طالباً جديداً إليها».

كيف يهدمون مدارس دون توفير بدائل والطلاب يزدادون؟
لكن التحركات لإيجاد حل مناسب لطلاب المدرستين بقيت تراوح مكانها، إلى أن بدأت الشركة المتعهدة هدم المبنى الصيف الماضي، ما جعل الطلاب يقفون أمام خيارين: الالتحاق بالدوام المسائي، أو البحث عن مدرسة أخرى.
ويلفت عطية إلى أن «أكثر من 350 طالباً من مدرسة الجديدة، و180 طالباً من مدرسة فرح أنطون انتقلوا إلى مدارس أخرى رفضاً للدوام المسائي، ما جعل صفوف هذه المدارس تكتظّ بالطلاب، ولتتحوّل الأزمة إلى عبء على مدارس أخرى».
ومع أن مصدراً تربوياً، فضّل عدم ذكر اسمه، أشار لـ«الأخبار» إلى أن «الدوام المسائي مؤقت، واعتمدناه لانعدام البدائل»، كشف عطية أنه «عرضنا على المسؤولين مبنى ملائماً لاستئجاره كحل، لكنهم رفضوه بعد تسويف ومماطلة»، محذراً من أنه «سنقوم بخطوات تصعيدية ضد الوزارة إذا لم تحسم الأمر لمصلحة الطلاب والأهالي».
أولى الخطوات ستكون في اللقاء العام لمجالس الأهل غداً، الذي سيرفض، بحسب عطية، الدوام المسائي، لافتاً إلى أن «طلاب المدارس الرسمية في طرابلس يزدادون، فبدلاً من بناء مدارس لاستيعابهم يهدمون مدارس بلا توفير بدائل مناسبة، وهذا أمر مرفوض».