كفررمان ــ سوزان هاشمهي المرة الخامسة التي تقصد فيها أم علي روضة كفررمان الرسمية. لم تمل السيدة الانتظار بعد، يحدوها الأمل بحجز مقعد لابنتها أسوة بإخوتها الذين حظوا في السنوات السابقة بمقاعد في هذه الروضة «المتميزة بمستواها التعليمي ونظامها المشابه للمدارس الخاصة».
هذا الأمل فقدته والدة حيدر من كفرتبنيت بعدما فشلت في تسجيله في الروضة. تقول والخيبة ترتسم على وجهها: «تبلغنا أنّ المدرسة أقفلت أبوابها هذا العام في وجه الأطفال الآتين من خارج بلدة كفررمان». تسأل: «لماذا لا يعممون هذا النموذج من الروضات على باقي المناطق، وخصوصاً أنّه لا قدرة لدينا على تسجيل أولادنا في المدارس الخاصة؟». وما يعزز اختيار أم حيدر للمدرسة هو إصرار الإدارة على إخضاع الطفل لمقابلة شفوية للتأكد من أنه طفل سوي لا يعاني مشاكل.
الحل يكون بإضافة طابق جديد إلى مبنى المدرسة
هكذا يبدأ عشرات الأهالي منذ الصباح بالتجمع في أروقة المدرسة أملاً بتسجيل أطفالهم. يحتشدون أمام مكتب التسجيل فيما تتضاغف أعدادهم مع تقدم ساعات النهار. ويلوّح الأهالي بخطوات تصعيدية للضغط باتجاه وضع حلول للمشكلة في أسرع وقت ممكن، عبر توسيع مبنى المدرسة ليتسع لأبناء البلدة على الأقل. ويكشف أحد الأهالي عن نية اللجوء إلى قطع الطرق في البلدة حتى تحقيق هذا المطلب الحيوي.
«منعتذر ما بقى في مطرح نسجّل الولد»، العبارة الوحيدة التي تستقبل بها إدارة الروضة الأهالي بعدما غصّت مقاعدها بالتلامذة، وتقول أنطوانيت الحلو، مديرة الروضة: «تجاوز عدد طلبات الانتساب 800 طلب، أي ضعف حجم الاستيعاب».
تشرح الحلو أنّ المدرسة تعاني منذ نشأتها منذ 5 سنوات نقصاً في القاعات التي تستوعب 9 شعب تضم صفي الروضة الأولى والروضة الثانية بالقسمين الإنكليزي والفرنسي. وتلفت إلى «أننا استغنينا عن بعض الغرف المخصصة للإدارة من أجل تحويلها إلى صفوف». هكذا ارتفع عدد الشعب إلى 13 شعبة تضم كل منها 37 طفلاًً ليصبح مجموع الأطفال فيها 390 طفلاً.
توضح الحلو أن المشكلة تفاقمت بسبب تزايد النمو السكاني في البلدة وما تحققه المدرسة من مستوى تعليمي مقبول نسبياً، تضاف إليها الحالة الاجتماعية للأهالي التي تفرض عليهم اللجوء إلى المدرسة الرسمية حيث رسم التسجيل رمزي.
وتلقت الروضة من وزارة التربية وعداً بتقديم غرفتين جاهزتين على الأكثر للمدرسة كحل لاستيعاب قسم من تلامذة البلدة. لكن الحلو تؤكد أنه حل جزئي ومؤقت، مبدية تخوفها من عدم توافر الشروط الصحية اللازمة في الغرف الجاهزة. وترى أنّ الحل الجذري يكون بإضافة طابق جديد إلى المبنى.