عمر نشّابةللذكرى السنوية الـ61 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان نجوم، وما أكثرها. تملأ الدنيا لكن لا يمكن رؤيتها إلّا وقت النوم.
نجوم لا تشبه نجوم السينما الهوليودية أو أبطال الرياضة البدنية أو زعماء الصراعات السياسية أو المالية. نجوم تكرج ببطء شديد على خدّ أمّ لا تمرّ لحظة دون سماعها صراخ ألم ابنها المفقود، أو المخطوف أو المعتقل سياسياً أو تعسّفياً منذ سنين. نجوم تتساقط بهدوء من جبين سجينة رمتها الدولة في مرأب سيارات في الطابق الثالث تحت الأرض. نجوم بين دقّة قلب عجوز تُرك وحيداً وأخرى. نجوم يحدّق إليها أطفال في الشوارع فيتخيّلونها كعكة تسدّ جوعهم. يمدّون أيديهم إلى أقصى حدّ. فيزداد جوعهم جوعاً.
وفي فلسطين، يمنع الجدار بلتازار وملكيور وجاسبار، الذين قادتهم إحدى النجوم إلى الطفل في المغارة، من ملاقاته بحجّة تجنّب الهولوكوست.
نجوم على ضفاف النيل، حيث يتعطّش الملايين للحياة الكريمة، وعلى ضفاف دجلة والفرات حيث تعوم أشلاء القتلى.
وتنتظر عائلة فقيرة على أبواب مستشفى ليُسمح بعلاج معيلها. ومع شروق الشمس يموت. وتختفي النجوم ليعود ظهورها في ظلام مخافر الشرطة والمراكز العسكرية ومقارّ الاستخبارات، حيث يسعى بعض الضباط إلى منافسة عددها بعدد الموقوفين، الذين يتعرّضون للإذلال يومياً بحجّة مكافحة الجريمة.
نجوم لا يُفرَش لها السجّاد الأحمر ولا تستقبلها شاشات التلفزيون في حلقات خاصّة، ولا تُمنَح أوسمة وشاح الأرز الوطني.
تتناولها المطبوعات أحياناً فتطغى الشفقة على ردّات فعل القرّاء.
تطلق حملة دولية لمناصرتها فتدّعي أميركا أنها تصنع صاروخاً لاكتشافها.
تجتمع الهيئات غير الحكومية استثنائياً لمساعدتها، فتبتلعها بيروقراطية المال والسلطة والفساد.
نجوم لا تلبس الموضة ولا تستدعي أجسادها جاذبية المعجبين. لكنها تلمع في الظلام، فيصفّق لها الجمهور، ويكتب لها الشعراء قصائد في الغرام.
نجوم لا تقول شيئاً. وتبقى وحدها معلّقة في سواد الليل.