صور ــ آمال خليلقبل أقل من شهرين استطلعت «الأخبار» انطباعات الناس عن الأشغال التي كانت قد بدأت في صور لتمديد شبكة للصرف الصحي تصل قرى القضاء بمحطة البقبوق لتكرير المياه المبتذلة في العباسية. حينها عبّر الناس عن استعدادهم لـ«تحمل الأشغال المؤقتة التي تحاصر مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية للحصول على مصلحة دائمة ببحر نظيف وبيئة وثروة سمكية نظيفة». حينها علل هؤلاء أنفسهم بتحقق وعود اتحاد بلديات قضاء صور لجهة حثه المتعهد على تسريع الأشغال وتعبيد أجزاء الطريق الرئيسية الممتدة من الحوش حتى البرغلية مروراً بمنطقة البص بعد أن ينجز فيها مد الشبكة تدريجياً. إلا أن التجربة اختلفت. فالأشغال المحصورة في مساحة لا تتعدى الكيلومترين دخلت شهرها الثالث من دون إنجاز جزء منها وتعبيده، بل اعتمد المتعهد في خطة عمله على الحفر في أماكن متفرقة وعشوائية بدلاً من أن يسير بالتدرج. الأمر الذي حوّل صور إلى كتلة من السيارات العالقة في زحمة سير لا تجد لها منفذاً جانبياً للهروب. علماً بأن للمدينة مدخلاً واحداً لا مفر منه تضربه الأشغال من جانبيه.
المتعهد أيضاً لم يقلع بعد عن تقاعسه في تنفيذ الشرط الذي ينص عليه العقد بينه وبين الجهتين: الممولة (البنك الدولي) والمشرفة (مجلس الإنماء والإعمار)، الذي يقضي بتزفيت الطرق فوراً بعد إنجاز الحفر ومد قساطل الشبكة. وفيما تولت الأمطار التي هطلت خلال العاصفة الأخيرة بجرف طبقة (الباسكورس) التي غطّت بها الحفر الأشغال واستحدثت حفراً ومنعطفات جديدة، قد تكمل العاصفة المنتظرة بجرف ما بقي منها.
وإلى جانب المواطنين، يعبر مهندس بلدية العباسية محمد دربج عن عدم رضاه عن أداء المتعهد. خصوصية البلدة تكمن في أن جزءاً كبيراً من الحفريات تقع في عقارها البلدي، بالتالي فإن البلدية تتلقى الكثير من «الشكاوى بسبب البطء في إنجاز الأشغال التي تجري في النهار فقط بدلاً من توزيعها بين النهار والليل».
إلا أن المفيد في حملة الأشغال التي تضرب المدينة هو «هجوم» العديد من عناصر الأمن وشرطة السير التابعين لاتحاد بلديات صور وفصيلتي صور والعباسية في قوى الأمن الداخلي لتنظيم السير والإشراف على تحويله من مسرب إلى آخر.