محمد محسن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً. يصح إطلاق هذا المثل على «العيدية» التي تلقاها مخاتير لبنان، أمس، في عيدهم. ففي احتفال «يوم المختار» الذي نظّمته رابطة مخاتير لبنان في قصر الأونيسكو، كان أهم ما جاء في كلمات الرؤساء الثلاثة، ما نقله وزير الداخلية، ممثلاً رئيس الجمهورية، إلى المخاتير: «بات تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين محتوماً». هكذا، أصبح للمخاتير صندوق تعاضدي تغذّيه الرسوم المالية لطابع المختار.
امتلأت القاعة الرئيسية في قصر الأونيسكو بالمخاتير. تركوا أختامهم ومعاملاتهم جانباً، وتفرغوا للاحتفال. لكن الغائب الأبرز عن الحضور كان أكثر من 90 مختاراً من مخاتير العاصمة بيروت. أما السبب؟ فببساطة، وكما ينقل أكثر من مصدر في رابطة مخاتير بيروت «تغييب الرابطة عن التحضيرات المرافقة لفعاليات يوم المختار، فيما كنا نحن المسؤولين عن تنظيم هذا الاحتفال على مدى السنوات الماضية». يتندرون على احتفالات مضت كانوا يحجزون فيها قاعات ضخمة كمجمع البيال، حيث كانت مستلزمات الاحتفال تكلفهم ملايين الليرات، لكن هذا لم يكن يزعجهم، لأنهم يعتبرون الاحتفاء بهذا اليوم جزءًا من مسؤولياتهم.
في قلب مخاتير العاصمة حسرة. الفاكس الذي وصل أول من أمس إلى الرابطة من مكتب محافظ بيروت، ويدعو مخاتيرها للمشاركة، كان بنظرهم إهانة لكرامتهم «هذا غبن نتعرض له، لا نقبل أن نحضر كمالة عدد» كما يقول رئيس رابطة مخاتير بيروت مصباح عيدو. وكانت الرابطة قد أصدرت بياناً أعلنت فيه مقاطعتها للاحتفال للأسباب التي ذكرت. من جانبه، قال وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لـ«الأخبار» إنه سيتابع هذا الأمر مع المخاتير، داعياً إلى التدقيق في عدد المخاتير المقاطعين «أنا أحترم كل الروابط، ومكتبي مفتوح للاستماع إلى الجميع».
وبالعودة إلى الاحتفال، لم يستطع وزير الداخلية تجاوز حشود المخاتير بسهولة، إذ تزاحموا حوله أثناء حفل الكوكتيل الذي تلى إلقاء الكلمات: من مختار يريد أخذ صورة معه، ولا يروق تصرفه للأمن الحريص على الوزير من التدافع، إلى مختارة تندفع لتقبيله وتهنئته على عمله. باختصار، كان بارود «مختار المخاتير»، ولو أنه غير منتخب.
شددت الكلمات التي ألقيت على أهمية دور المختار كصلة وصل بين المواطن والدولة، فيما هنّأ ممثلو الرؤساء الثلاثة المخاتير في عيدهم، وأجمعوا على ضرورة تلبية مطالبهم، تقديراً للدور الوطني الذي يؤدونه.
من جانبه، قال رئيس الصندوق التعاوني للمخاتير، الذي لم يُوقّع بعد على إنشائه رسمياً، بشارة غلام، إن الأهداف المرجوة هي «النظر إلى المختار كمواطن مسؤول، يحتاج إلى ضمان صحي واجتماعي يبقى سارياً حتى الشيخوخة وليس أثناء ولايته فقط». كما طالب غلام بمكننة كل معاملات المواطنين التي تصدر عن دوائر الأحوال الشخصية.