البقاع ــ رامح حميةإنه منصب نائب رئيس البلدية. منصبٌ لم يعد على بلديات بعلبك ـــــ الهرمل إلا بالاستقالات والخلافات بين أعضاء المجلس البلدي الواحد. فما إن انتهت الانتخابات في المنطقة، حتى بدأت استقالات أعضاء مجالس بلدية فيها تتوالى. من شمسطار وطاريا إلى إيعات ويونين، مروراً بمجدلون، في الوقت الذي بقيت فيه حوش النبي الخاسر الأكبر.
ففي بلدة طاريا، بعد فوز لائحة التنمية والوفاء على لائحة العائلات بكامل أعضائها الـ15، وفي أول جلسة للاتفاق على أسماء كلّ من الرئيسين (على مرحلتين، كل منها لثلاث سنوات) ونائب الرئيس، اعترض العضو البلدي مصطفى حمية على عدم تسميته لمركز نائب الرئيس، الأمر الذي دفعه إلى تقديم استقالته لدى قائمقام بعلبك، ليكمل المجلس البلدي عمله بـ14 عضواً.
الأمر لم يختلف كثيراً في بلدة إيعات، حيث قدمت كلود صقر الفائزة في عضوية المجلس البلدي ضمن لائحة حزب الله، استقالتها بسبب عدم انتخابها نائبة للرئيس. أما في بلدية شمسطار ـــــ غربي بعلبك، فقد استقال عبده الحسيني نزولاً عند رغبة عائلته وحزبه (مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمن لائحة التوافق). فخلال فترة الاتصالات والمفاوضات على الأسماء لتأليف اللائحة قبل الانتخابات البلدية، اتُّفق على اسم الرئيس سهيل الحاج حسن (ابن شمسطار)، على أن يكون نائب الرئيس من البلدات التابعة لشمسطار، واتُّفق عندها على اسم زاهي الزين (بلدة كفردان ـــــ نائب رئيس بلدية شمسطار على مدى 12 سنة الماضية). لكن مع قرب انفصال بلدة كفردان عن بلدية شمسطار، الذي يعني خسارة بلدية شمسطار لمقعد فيها، طالب أعضاء من كبريات العائلات في شمسطار بمنصب نائب الرئيس. وطرح اسم الحسيني الذي نال ثقة أكبر عدد من الأصوات في بلدته خلال الانتخابات، من العائلة كما من الحزب القومي. ولما لم يجر التعامل مع الطرح بجدية من الطرف الفاعل، انتخب عبد الحميد الزغبي للمنصب.
بلدية مجدلون التي تتكون من 9 أعضاء لم تخسر عضواً واحداً من المجلس، بل خسرت 4 أعضاء من لائحة حزب الله. فبعد معركة قاسية ومتقاربة النتائج، فازت لائحة حزب الله بأربعة مقاعد، واللائحة المنافسة بأربعة أعضاء، فيما تساوى مرشحان بعدد الأصوات نفسه، حيث اعتُمد على معيار السن، الذي أعطى الأرجحية لمرشح اللائحة المنافسة للحزب، وأمام هذا الواقع انسحب الأعضاء الأربعة في بلدية مجدلون ليقتصر أعضاؤها على خمسة فقط.
أما في بلدة يونين (18عضواً)، فبعد خسارة مرشح لائحة حزب الله للرئاسة في اللائحة مهدي زغيب وفوز زملائه الاثني عشر، وفوز 6 من لائحة إنماء يونين المنافسة، من بينهم المرشح مهدي نايف زغيب، لم تفض الاتصالات إلى الاتفاق على الرئيس ونائبه، فاتخذ مرشحو لائحة الحزب قراراً بالاستقالة، وتقدم 8 أعضاء منهم بطلبات الاستقالة، ولحق بهم 4 آخرون كانوا قد امتنعوا عن الاستقالة في البداية. وبعد اتصالات مكثفة، عاد المستقيلون عن استقالاتهم في القائمقامية، وانتخب الرئيس ونائبه في ظل غياب الأعضاء الستة عن لائحة إنماء يونين.
وبين سائر بلديات بعلبك ـــــ الهرمل، تُعَدّ بلدة حوش النبي الخاسر الأكبر بعد الاستحقاق الانتخابي البلدي، وخصوصاً أنها انتظرت طويلاً حتى حصلت على قرار استحداثها في عام 2005، إذ انسحب سائر مرشحيها قبل الانتخابات بأربعة أيام، حيث لم تنجح المساعي في رأب الصدع بين أبنائها الذين أصروا على موقفهم من الانسحاب. فقد تقدم 14 مرشحاً فقط بطلبات ترشيحهم لعضوية المجلس الذي يتألف من 9 أعضاء، ثم انسحب 6 منهم قبل ساعات قليلة على إقفال باب الترشيحات، وبالتالي بقي 8 مرشحين، ما أدى إلى سقوط البلدية. وأمام هذا الموقف «الكيدي والجِبّي» بحسب رأي الأهالي، في تسمية المرشحين وعدم نجاح المساعي والاتصالات، سحب المرشحون الثمانية ترشيحاتهم أيضاً حتى لا يخسروا الرسوم المالية، فالبلدية سقطت وسقط معها الرهان على قرار من وزير الداخلية بالسماح بالعودة عن الاستقالات، إذا ما نجحت مساعي التوافق والتزكية.