زينب زعيتر شارك عامر وطارق (اسمان مستعاران) في عمليات النشل على الطرقات. لكن خلال مرور عامر وصديقه فادي في منطقة مار الياس، لم يكن طارق برفقة «شريكه». أوقفت دورية أمنية من مفرزة استقصاء بيروت عامر وصديقه للاشتباه فيهما بارتكاب عمليات نشل، وقد عثرت الدورية على مسدسين في حوزتهما وسكين وبونية، وغرام واحد من مادة الهيرويين. أُجري التحقيق الأولي مع عامر فاعترف بارتكابه عدة عميات نشل مع طارق، كذلك اعترف بأنّه يتعاطى الهيرويين منذ 4 أشهر مع طارق، وأنّ الأخير هو من يزوّده المادة. لم يبقَ عامر على أقواله، إذ سرعان ما عدل عنها خلال التحقيق الاستنطاقي، واعترف بأنّه يحصل على المخدرات من شخص يُسمّى وليد (اسم مستعار)، لا من طارق ب. . عندها لوحق وحوكم كلّ من عامر وطارق وفادي ووليد، غير أنّ طارق كان متوارياً طوال فترة التحقيقات إلى أن ألقي القبض عليه بعد ثلاث سنوات من صدور الحكم الأول. أمام المحكمة اعترف طارق بتعاطيه الحشيشة، ونفى أن يكون هو من يروّج المخدرات. أمّا بالنسبة إلى عمليات النشل، فأورد طارق أنّه يُحاكم بها أمام محكمة بعبدا.
إذاً لوحق طارق بأفعال مشابهة لجهة عمليات النشل وتعاطي المخدرات أمام محكمة جبل لبنان، ما يجعل من الأفعال الملاحق بها أمام محكمة الجنايات في بيروت أفعالاً أخرى مستقلة، وتبقى ضمن نطاق محكمة جبل لبنان.
في ظل نفي عامر استحصاله على المخدرات من طارق، لا يتوافر الدليل الكافي للقول بقيام المتهم طارق بترويج المواد المخدرّة. حكمت محكمة الجنايات في بيروت بإدانته بالجنحة المنصوص عليها في المادة 636/ 257 عقوبات وبالجنحة المنصوص عليها في المادة 127 مخدرات، وتنفّذ العقوبة الأولى بحقه بحيث تصبح سنة ونصف حبساً والغرامة 800 ألف ليرة لبنانية، وأُعلنت براءة طارق من الحكم الأول مما أسند إليه لجهة جناية المادة 126 مخدرات، وذلك للشك وعدم كفاية الدليل بحقّه لجهة ترويج المخدرات.