في الوقت الذي يغرق فيه نصف الكوكب، سيتشقق النصف الآخر بسبب الجفاف، فإذا كنت تظن هذا العالم مجنوناً قياساً على ما يفعله البشر بعضهم ببعض، فعليك أن تعيد النظر في واقع عدوى الجنون. ستجن الطبيعة أو قل إنها فعلت. يقدّر العلماء نسبة ما أتت عليه القدم البشرية على الأرض في الأماكن التي لا يغطّيها الجليد بين 40ــــ50%، بما في ذلك من استغلال متطرف وسحب حاد للمياه الجوفية بما يفوق سرعة امتلائها، مع حساب مليار و400 مليون كائن يعانون النقص في المياه. ستظل مشكلة الخطر البيئي دائماً (بعد حسم الجدل حول المسبب الحقيقي للاحتباس الحراري) المسار غير القابل للتوقع بيانياً، فرغم السيناريوهات المرسومة والمتحدث عنها لكارثة يسير إليها الكوكب المسحوق هذا، فإن الدقة غير موجودة في أي مرحلة عند الحديث عن نتائج لارتفاع الحرارة أو انخفاضها، باستثناء شكل عام لا يتضمن في وصفه التفاصيل والتوقيت وحجم الكوارث المتنقلة، فضلاً عن نقاط حرجة سيتجاوزها أو ينزلق تحتها الجهاز الإيكولوجي للكوكب لن يستطيع العودة عنها، ممثلة في أجهزة بيئية تعمل في الطبيعة عملاً هائل الضخامة لن يستطيع الإنسان المنتخب طبيعياً إعادة تشغيلها ولا التعايش بسلام مع تعطيلها، تهددها كلها أعداد هائلة من البشر وأنظمتهم الحياتية الحالية. لاجئو البيئة هم التهديد الأحدث للأنظمة السياسية والأمنية على امتداد العالم، هؤلاء الذين يفقدون بيوتهم وفداناتهم الزراعية وسبل العيش التي اعتادوا عليها.
هذا ليس سرد الحل، إنه استعراض الكارثة. إما أن الأوان قد فات فعلاً، أو أننا سنبدأ كبشرية، بجهد لائق، محاولة استدراك متأخّرة، فلننقرض بصخب إذاً.
من مدوّنة «كارولينا الشرقية»
http://caroollina.wordpress.com