بنت جبيل ــ داني الأمين لبس بعض أطفال بنت جبيل ثياب العيد، لكنهم لم يحصلوا على نصيبهم المعتاد من «العيدية»، بسبب صيام معظم أقاربهم، والبعض الآخر منهم فضّل تأجيل الاحتفال بالعيد إلى اليوم.
فأبناء البيت الواحد منقسمون بين صائم ومفطر بحسب المرجع الديني الذي يقلدونه، فعايد المفطرون بعضهم بعضاً وأُجِّلت معايدة الصائمين إلى اليوم.
حسن إبراهيم، من بلدة عيناتا، هو من مقلّدي المرجع محمد حسين فضل الله، الذي أعلن مكتبه أن يوم أمس هو أول أيام عيد الفطر، يقول: «لم أذهب إلى منزل جدّي لمعايدة أقربائي هناك، لأن بعضهم لا يزال صائماً. لذلك، أفضّل الذهاب غداً (اليوم) لكي لا أحرج الصائمين».
يحار محمد جغبير، من بلدة برعشيت، بين الإفطار والبقاء على الصيام، «فأنا من مقلّدي السيد فضل الله، لكن معظم أبناء بلدتي من الصائمين؛ لكونهم من مقلّدي مراجع أخرى، لكن الفتوى تقول بحرمة صيام يوم العيد، لذلك لا أعلم ماذا أفعل أنا وأطفالي، وكيف سنحتفل بالعيد اليوم». بلدات قضاء بنت جبيل وقراه منقسمة على الاحتفال بيوم العيد، فمعظم أبناء بنت جبيل وعيناتا من مقلّدي السيد فضل الله، لذلك أجواء العيد طاغية هناك، وقد لبس الأطفال ثياب العيد وتوزّعوا على المحالّ التجارية لشراء الألعاب، وتهافت الزبائن على شراء اللّحوم والحلوى.
بقاء الموظفين في مراكز أعمالهم بسبب عدم وجود عطلة رسمية لا يريح هبة حمّود التي تشكو من بقائها في مركز عملها في يوم عيد الفطر السعيد، وتقول: «لا عطلة رسمية اليوم، وأنا من مقلّدي السيد فضل الله وأنتظر هذا اليوم للأحتفال بالعيد مع أسرتي، لكن عدم الإجماع على يوم العيد حرمني ذلك».
عسكري في الجيش اللبناني من بلدة عيناتا يقول إنه «حصل على إجازة يوم أمس؛ لأنه من مقلّدي السيد فضل الله، لكنه سيعود اليوم إلى الخدمة ليسمح لغيره من مقلّدي المراجع الدينية الأخرى بالحصول على عطلة العيد». وقد أدى إمام بلدة بنت جبيل السيد محمد علي فضل الله، شقيق المرجع الراحل فضل الله، صلاة العيد، وامتلأ المسجد بالمصلّين، وهذا ما حصل في بلدة عيناتا، بخلاف القرى والبلدات الأخرى التي أجّلت صلاة العيد فيها إلى صباح اليوم، فلم تبرز أيّ مظاهر للعيد في قرى وبلدات شقرا وبرعشيت وميس الجبل وكفرا وغيرها، حتى إن أصحاب محالّ بيع اللّحوم تأثّروا سلباً، وباتوا في حيرة من أمرهم بين أن ينحروا خرافهم وأبقارهم أو يبقوها إلى صباح اليوم، فيقول حسن قاسم: «لا نستطيع ذبح ما لدينا من الخراف والأبقار، لأن الزبونات يشترون اللحوم ليلة العيد أو في الصباح، ولا نعلم من هو صائم ومن هو مفطر، ولن نجازف في الوقت عينه في ذبح كلّ ما لدينا؛ لأن الزبونات يفضّلون شراء اللحوم طازجة». وقد حاول العديد من الصائمين الاستعانة بفتوى وجوب إفطار المسافر لمسافة 22 كم، فسافروا إلى مدينة صور وضواحيها ثم عادوا الى بلداتهم مفطرين. فيقول أبو حسين العشّي: «منزلي منقسم بين صائم ومفطر، لذلك قرّر أولادي السفر إلى مدينة صور، ومن ثم العودة إلى هنا لكي نجتمع معاً ظهراً على طعام الغداء، وهذا أفضل حلّ لجمع شمل الأسرة في مثل هذا اليوم». فيما فضّل معظم المقيمين في بيروت والمدن الأخرى تأجيل العودة إلى قراهم للاحتفال بالعيد، فيقول الحاج خليل بزي: «أبناء بنت جبيل والقرى المجاورة المقيمون في المدن سيأتون مساءً، فهم أيضاً منقسمون بين مفطر وصائم».