تدخل الحرب السعودية الإماراتية على اليمن مرحلةً جديدة باستهداف «قوات صنعاء» للمرّة الأولى منذ بداية العدوان، العمق الإماراتي. وتندرج الضّربة اليمنية في إطار الرّد على التّمادي الإماراتي في عدوانها على اليمن، وانخراطها في معارك محافظة شبوة، رغم إعلانها في وقت سابق عن انسحابها من الحرب التي بدأها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على اليمنيين.
ولا تزال تفاصيل «العملية العسكرية النّوعية» التي شنّتها «قوات صنعاء» في «العمق الإماراتي» غير معلومة، بانتظار أن يعلن عنها المتحدث الرسمي باسمها، يحيى سريع، «خلال الساعات المقبلة».

أما في الجهة المقابلة، فلا يزال التّكتم يلفّ ما جرى في «العمق الإماراتي». وكانت «شرطة أبو ظبي» قد اكتفت بالتّحدّث عن «اندلاع حريق صباح اليوم، مما أدى إلى انفجار في عدد 3 صهاريج نقل محروقات بترولية في منطقة مصفح آيكاد 3، بالقرب من خزانات أدنوك. كما وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة، في مطار أبو ظبي الدولي».

وفيما لم تحدّد ​«شرطة أبو ظبي» طبيعة ما جرى، أشارت إلى «رصد أجسام طائرة صغيرة يُحتمل أن تكون لطائرات من دون طيار (درون) وقعتا في المنطقتين، قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق».

وفي وقت لاحق، أعلنت «شرطة أبو ظبي» السيطرة على الحريق، وذكرت أنه «أسفر عن وفاة شخص من الجنسية الباكستانية وشخصين من الجنسية الهندية و إصابة 6 آخرين إصاباتهم بين البسيطة و المتوسطة».

وبالتوازي مع التطورات في إمارته، ألغى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، اجتماعاً كان مقرراً اليوم مع رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، لـ«أسباب غير متوقعة متعلّقة بالدولة»، وفق ما نقلت شبكة «بلومبيرغ» الأميركية، عن مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي.

وتسبب الهجوم اليمني على «مطار أبو ظبي الدولي» بإرباك حركة الملاحة الجوية فيه، وفق بيانات الملاحة الجوية لموقع «فلايت رادار 24».

وبعد الضربة اليمنية، أنهى مؤشر سوق أبو ظبي للأوراق المالية التعاملات منخفضاً 0.1 في المئة، مُتخلياً عن المكاسب التي سجّلها في الصباح. وكان المؤشر قد ارتفع 0.3 في المئة في أوائل التعاملات.

ورغم صمت أبو ظبي والتّكتم الإعلامي الواسع على طبيعة ما جرى، توالت الإدانات من السعودية ودول خليجية وعربية ومن حلفاء للسعودية والإمارات في لبنان، أبرزهم رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، ورئيس تيار المستقبل، سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع.

وفي المقابل، قال الناطق الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إن «دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أميركا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن، لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت»، مضيفاً: «على إثر ذلك، فهي بين أن تُسارع لكفّ يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوّة الله ما يقطع يدها ويدّ غيرها».



ولطالما كانت «قوات صنعاء» تعمد إلى استهداف العمق السعودي للرّد على العدوان الذي يشنّه التحالف السعودي ـــ الإماراتي عليها، إلّا أنها المرّة الأولى التي تضرب فيها صنعاء أبو ظبي، وهو ما يرجّح أن ينعكس على مسار التطورات في اليمن. وكانت الإمارات قد أعلنت انسحابها من الحرب على اليمن، إلّا أنها عادت وانخرطت بقوّة في المعارك الدائرة في محافظة شبوة.