القاهرة | ثلاثة مشاهد ومخرج واحد ظهرت، أمس، على خشبة المسرح. المخرج هو المجلس العسكري. أما أول مشهد، فهو إعلان النتائج النهائية لانتخابات جولة الإعادة في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية. والثاني تمثل في إصدار المجلس العسكري مرسوماً بصلاحيات بقانون يفوض إلى رئيس الحكومة الجديد، الدكتور كمال الجنزوري، مباشرة اختصاصات رئيس الجمهورية، إلا ملفي القوات المسلحة والهيئات القضائية. والمشهد الثالث لحقه أداء حكومة الجنزوري اليمين أمام المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري. ضجيج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية انتهى بمفاجآت عدّة، في معارك عدّة. شهد بعض هذه المعارك هزائم موجعة لمرشحي الإخوان والسلفيين، وخصوصاً في الإسكندرية وبورسعيد، وهي الدوائر التي نجح فيها مرشحان شعبيان، هما نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، المستشار محمود الخضيري، وهو من قيادات تيار استقلال القضاة، انتصر على مرشح الفلول، طارق طلعت مصطفى، شقيق رجل الأعمال السجين، هشام طلعت مصطفى، الذي أُدين بقتل المطربة اللبنانية، سوزان تميم. أما المرشح الشعبي الثاني فهو القيادي اليساري، البدري فرغلي الذي هزم المرشح السلفي علي فودة بفارق كبير، تجاوز الثلاثين ألف صوت، بعد حملة تشويه وتكفير تعرض لها البدري فرغلي من حزب «النور» السلفي، ومناصرين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وما لم يكن مفاجئاً هو تقدّم حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في النتائج النهائية. وقد حصد 34 مقعداً فردياً من إجمالي 52 مقعداً، وحصدت قائمته قرابة 49 في المئة تليها القائمة السلفية بــ25 في المئة، ثم الكتلة المصرية ثالثة بـ 18 في المئة تقريباً. لكن المفاجئ كان سقوط 11 مرشحاً إخوانياً، وهزيمة توقعات حزب «النور» السلفي بالتفوق على جماعة الإخوان المسلمين في جولة الإعادة. ولعل أبرز الخسائر للحزب السلفي، هي سقوط عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم جماعة الدعوة السلفية في دائرة المنتزه بالإسكندرية، وعدد آخر من القيادات السلفية في دوائر عديدة.
وكانت أبرز النتائج في العاصمة على النحو الآتي: في القاهرة حسم مرشحا حزب «العدالة والحرية»، عمرو زكي وياسر عبد الله مقعدي الفئات والعمال لمصلحتهما. وفي الدائرتين الثانية والثالثة، فاز كل من الدكتور مصطفى النجار، وكيل مؤسسى حزب «العدل» بمقعد الفئات، إضافة إلى مرشح الكتلة المصرية، عمرو فاروق عودة. وفي الدائرة الرابعة، فاز هشام سليمان، عضو الحزب الوطني المنحل بمقعد العمال، وفي الدائرة الخامسة، فاز سيد جاد الله عن حزب «الحرية والعدالة»، وعن مقعد العمال فاز أشرف سعد، مرشح حزب «الحرية والعدالة» أيضاً.
وفي دائرة ميدان التحرير «قصر النيل»، وهي الدائرة السادسة، فاز محمد أبو حامد مرشح الكتلة المصرية، ومصطفى فرغلي مرشح الإخوان. وفي الدائرة السابعة، فاز مرشحان من «الحرية والعدالة»، وهذا كان حال الدائرة الثامنة. أما باقي مقاعد العمال والفئات في باقي المحافظات، فقد ذهبت إلى حزبي «الحرية والعدالة» و«النور» ثم الكتلة المصرية، فضلاً عن مقعدين للفلول، في البحر الأحمر والقاهرة.
في هذه الأثناء، اقتحم مئات السائقين المحتجين على انخفاض أجورهم مبنى ديوان عام محافظة الشرقية المصرية بحافلات يعملون عليها وهدّدوا بالاعتصام داخل المبنى لحين الاستجابة لمطالبهم، وأغلقوا أيضاً شارع كورنيش النيل الذي يطل عليه مبنى المحافظة بالحافلات. وقال موظف في مشروع النقل العام: «قررنا الاعتصام المفتوح، حتى لو استمر أسابيع أو شهوراً».