غداة مقتل ثلاثة مسلحين ليبيين في اشتباكات دارت بين فصيلين في منطقة المايا، غربي طرابلس، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أن ليبيا لن تكون دولة متطرفة إسلامياً، معلناً أن الحكومة الانتقالية المقبلة، برئاسة عبد الرحيم الكيب، ستنفذ قرار المكتب التنفيذي بشأن جمع الأسلحة من المدن.ولفت عبد الجليل، في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في طرابلس أمس، إلى أنه سيتم إنشاء هيئة تسمى هيئة المحاربين لتحقيق جمع السلاح من المسلحين الذين شاركوا في ثورة 17 فبراير ضد نظام العقيد معمر القذافي. وأكد أن الهيئة المشار إليها ستتولى العناية على نحو أساسي بالمقاتلين الذين قال عنهم إنهم «أدّوا دورهم في معركة التحرير وكان لهم الدور الأكبر وتحملوا وزر وعبء هذه الفترة الزمنية الطويلة». وأشار إلى أن المقاتلين الذين شاركوا في عملية تحرير ليبيا سيكون لهم خيار الانضمام إلى الأجهزة الأمنية أو الجيش الوطني أو الحصول على القروض لإنشاء المشروعات الصغرى أو المتوسطة.
وأكد عبد الجليل أن الأوضاع في منطقتي الزاوية وورشفانة اللتين شهدتا اقتتالاً مسلحاً خلال اليومين الماضيين أصبحت تحت السيطرة. وقال «إن الأوضاع هدأت وبدأت تصل إلى مرحلة الثبات بعدما تعاطى المجلس الوطني الانتقالي معها على نحو جاد».
من ناحية ثانية، وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون التي زارت طرابلس أيضاً، هوّن عبد الجليل، من شأن أي إشارة إلى حكم إسلامي أصولي في ليبيا، قائلاً إن الإسلام يشجع على احترام الحياة الإنسانية. وقال: «لن نكون بلداً متطرفاً إسلامياً».
أما آشتون فقد دعت ليبيا الى أن تكفل احترام المساواة بين الجنسين نظرياً في القانون وعملياً على أرض الواقع، بينما تتحول البلاد نحو الديموقراطية. وقالت إن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم هذا الهدف. وأضافت آشتون لجمهور غالبيته من النساء «ينبغي ألا يكون هناك مكان للتمييز في بلد جديد»، قائلة للنساء الليبيات، عليكن أن «تتأكدن من أن دستوركنّ الجديد يكفل حقوق المرأة. عليكن إيجاد سبيل لتحويل القانون الى حقيقة واقعة».
وكانت آشتون تتحدث خلال زيارة سريعة لطرابلس، حيث افتتحت بعثة الاتحاد الأوروبي. وزارت ساحة الشهداء (الخضراء سابقاً) في العاصمة، حيث لبست سواراً وقميصاً وقلادة لإحياء ذكرى تحرير ليبيا من القذافي.
ميدانياً، قال المسؤول في منطقة المايا غربي العاصمة الليبية، نور الدين نوسي، إن ثلاثة مسلحين من كتائب ثوار مدينة الزاوية قتلوا في اشتباكات مع مجموعة مسلحة من منطقة ورشفانة المجاورة. وأوضح أن الاشتباكات اندلعت بعدما أقام مسلحو الورشفانة، الخميس الماضي، حواجز عسكرية على الطريق المؤدية الى الزاوية ومنعوا بعض سكان المدينة من العبور واعتقلوا نحو 15 منهم. وأضاف إن مقاتلي مدينة الزاوية «حاولوا السيطرة على الوضع، لكن الورشفانة أطلقوا النار عليهم مباشرة فقتلوا ثلاثة منهم».
وقال نوسي إن مسلحي الورشفانة أطلقوا النار أول من أمس من دبابة وقاذفات صواريخ على مسلحي الزاوية الذين تمترسوا على الطريق الساحلية، متسلحين برشاشات كلاشنيكوف وقاذفات مضادة للدروع ومدافع مضادة للطيران، مشيراً إلى أن المسؤولين في مدينة الزاوية «باشروا مفاوضات للتوصل الى حل»، متهماً الورشفانة بالولاء للقذافي. وأكد نوسي أن «مسلحين من بني وليد (التي كانت من معاقل مؤيدي القذافي) يحاولون الانضمام الى الورشفانة، لقد اعتقلنا اثنين منهم».
الى ذلك، نقلت وسائل الإعلام في جنوب أفريقيا عن رئيس النيجر، مامادو إيسوفو، قوله إنه منح نجل الزعيم الليبي الراحل الساعدي معمر القذافي، حق اللجوء لأسباب إنسانية. وأصدرت الشرطة الدولية (الأنتربول) «إخطاراً أحمر» يطلب من الدول الأعضاء اعتقال الساعدي على أساس تسليمه إذا عثرت عليه داخل أراضيها.
(رويترز، أ ب، أ ف ب)