حاول وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، التخفيف من حدة السجال القائم في الدولة العبرية، وتداعياته السلبية على الرأي العام الاسرائيلي، حيال إمكان توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية، مشيراً الى أن القرار لم يصدر حتى الآن، مؤكداً ان العالم يقف حالياً امام فرصة اخيرة لفرض عقوبات قاتلة وصارمة على ايران. وشدد باراك، في حديث للاذاعة الاسرائيلية امس، على أن «اسرائيل لا ترغب في شن اي حرب على ايران، وهي بالتأكيد ليست ما نريد»، نافياً ما اوردته تقارير نشرت في وسائل الاعلام الاسرائيلية من أنه ورئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يؤيدان خياراً عسكرياً ضد المنشآت النووية الايرانية، لكنه اكد في المقابل أن «اسرائيل لا تزال توصي دول العالم بعدم استبعاد أي خيار آخر في تعاملها مع الملف النووي الإيراني».
وتعقيباً على النقاش الدائر في اسرائيل، والاثمان المقدر أن تدفعها الدولة العبرية جراء الضربة العسكرية لايران، هاجم باراك من وصفهم بـ«زارعي الخوف»، قائلاً «نسمع صحافياً كبيراً يقول للجمهور إن من شأن اسرائيل ان تخسر مئة الف قتيل، وتتحدث احدى الصحف الاساسية عن خراب اسرائيل، وأيضا عضوة كنيست محترمة تقول إن المقابر لن تتسع للاموات، وأنا اتساءل عن هذا التخويف ونحن الدولة الاقوى في الشرق الاوسط، وسنبقى كذلك على المدى المنظور». واضاف «صحيح ان الحرب ليست نزهة، ونحن نريد نزهة لا حرباً، الا انه لا سبيل لمنع بعض الخسائر (إذا وقعت الحرب) والوضع لن يكون ساراً، لكن لن يكون هناك 50 الف قتيل، ولا 5000، ولا حتى 500 قتيل». وهاجم أيضاً رئيس الموساد السابق، مائير دغان، واصفاً تصريحاته الرافضة للضربة العسكرية لايران، بـ«التصرف المعيب والتآمري».
وأعرب باراك عن اعتقاده بأن المرحلة تُعدّ مثالية لفرض «عقوبات قاتلة» على طهران، رغم تأكيده أن «موقف المجتمع الدولي لا يبعث على التفاؤل». واستبعد اي اتفاق حاسم ضد ايران لإيقاف برنامجها النووي، لكنه امل «خطوات لوقف وارادات النفط الايراني وصادرات المنتجات النفطية الى الجمهورية الاسلامية».
وشدد باراك على ما ورد في تقارير صحافية دولية، من أن طهران اتخذت خطوات حاسمة باتجاه تطوير قدراتها النووية، وقال «لقد علمنا بكل ذلك منذ سنوات عديدة، فنحن نعرف اكثر مما تعرفه (صحيفة) واشنطن بوست (الاميركية)، بل وأكثر مما تعرفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، مشيراً الى أن «اسرائيل تبذل كل الجهود الممكنة لاقناع العالم بأن المسألة النووية الايرانية تحمل تداعيات على العالم بأسره، وليس على اسرائيل وحسب».
من جهته، قال وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، ان عدم مبادرة الولايات المتحدة الاميركية الى تشديد العقوبات على ايران «يعني انها ودول الغرب تسلم بكون ايران دولة ذات قدرات نووية»، ونقلت صحيفة معاريف عن ليبرمان قوله ان «العقوبات الجديدة يجب ان تكون صارمة جداً وتطاول البنك المركزي الايراني وصادرات النفط الايرانية، بما يشمل صناعات النفط والوقود والغاز في ايران».
وكان الرئيس الاسرائيلي، شمعون بيريز، قد دخل على خط السجال والتهويل بالضربة الاسرائيلية لايران، واشار في حديث للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، إلى أن «هناك شيئاً ما يجعل الخيار العسكري اقرب من الخيار الدبلوماسي» حيال ايران، مشيراً الى ان «ايران تقترب من السلاح النووي، وعلى اسرائيل ان تستغل ما تبقى من وقت واللجوء الى دول العالم ومطالبتها بالوفاء بعودها وعدم الاكتفاء بفرض العقوبات على ايران»، واضاف أن «اجهزة الاستخبارات الدولية تراقب عقارب الساعة، وتحذر زعماء دولها من أنه لم يعد هناك مزيد من الوقت».
وفي السياق، حذر رئيس رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست، الوزير السابق شاؤول موفاز، من أن «المخاطرة التي تصاحب الهجوم على ايران لا ترتبط بأصل الهجوم، بل بما سيحدث في منطقتنا في اليوم التالي»، مضيفاً ان «حرباً اقليمية قد تنشب وستكون حرب وجود بالنسبة إلينا». وأكد أنه «قد تنجح العملية الجراحية، الا ان المريض سيموت»، وبحسب موفاز «من المهم من ناحية استراتيجية، ان تقود واشنطن المعركة، وبغير قيادتها وتأييدها وضمانها، فنحن نخاطر مخاطرة غير معقولة».