دمشق | ريف دمشق هو تلك المساحة الشاسعة المحيطة بالعاصمة السورية، ولعلها بمعظم مدنها وبلداتها وقراها، تمثل البقعة الأكثر سخونة في الاحتجاجات بعد درعا وحماه وحمص؛ فالمناطق المتناثرة على الطريق من دمشق إلى كل من درعا والجولان جنوباً، وحمص شمالاً، ولبنان غرباً، تمثل حالة من الفسيفساء البشرية المتنوعة الألوان والاتجاهات والمذاهب، وتسجل في الوقت نفسه أمثلة في مقارعة الأجهزة الأمنية للنظام. الطريق إلى داريا التي تقع على امتداد الخط الواصل من دمشق إلى الجولان، يبدو كمساحات خضراء تحاصرها الأبنية والمشاريع السكنية، غير أنّ المستشفيات والشركات والمجمعات التجارية بدأت تأخذ مكانها في البلدة التي يتقاسمها مع أهلها الأصليين، سكان دمشق ممّن فضّلوا بيع منازلهم والتوجه إلى الريف عسى أن يبتعدوا بأنفسهم عن هستيريا الغلاء التي تضرب العاصمة. ولم تبدُ البلدة الريفية متأخرة عن الحراك الشعبي الحاصل منذ آذار في البلاد، لكن اسم داريا أخد يرتبط بناشطي المجتمع المدني الذين قدّموا عدداً من المبادرات للحفاظ على سلمية الانتفاضة، وذهبوا أبعد من ذلك بالحفاظ على الود بين الجيش والمتظاهرين، لكن الرياح تجري بغير ما تشتهي سفن يحيى شربجي وغياث مطر وغيرهما من الناشطين الذين كانوا هدفاً للأمن باعتقالهم وتعذيبهم... وبقية القصة معروفة. اليوم، يشبه المناخ العام في داريا شبكات التوتر الكهربائي العالية؛ الوجوه عابسة، الأمهات قلقات، الأطفال نضجوا باكراً وأضحت السياسة حديثهم، فيما يجمع الأهالي على سؤال وحيد هو: عن أي عصابات مسلحة تتحدثون؟ والسؤال في داريا ينتقل إلى تأكيد في المعضمية، جارتها المسكونة بهموم بساتينها ومن يعمل فيها وقلق شوارعها ومن يسكنها. هنا يعيش الناس باختلاف طوائفهم وانتماءاتهم، ومعها تختلف روايات الناس عما يحدث في البلدة الصغيرة؛ طبعاً، هناك من يصرّ على رواية «العناصر المسلحين»، ويتحدث عن اعتقالات بالمئات لمسلحين ومصادرة أسلحة يقول إنها وصلت من مصادر مختلفة بهدف إبادة الطائفة العلوية. ويمضي هؤلاء أبعد من ذلك، عندما يعدّد أسماء ضحايا العنف والقتل على الهوية وإعلان الإمارة السلفية، وهو ما يتناقض كلياً مع روايات أخرى تؤكد وجود السلاح بحكم طبيعة أهل المعضمية وامتلاكهم أراضي زراعية تستوجب الحماية بحسب قولهم؛ وهذه الأراضي هي سبب رئيسي دفع أهالي المنطقة إلى الخروج مطالبين بحقوقهم، إذ إن استملاك الدولة للأراضي، ودفْع أبخس الأثمان لمالكيها ثم بيعها بمئات الملايين، ولّد حالة من الغبن دفعت الناس إلى الانضمام للحراك الشعبي، وجاء الأمن ليزيد الطين بلة عبر القمع والاعتقال، الذي لم يسلم منه أحد، قبل أن تتحوّل المعضمية إلى منطقة عسكرية مغلقة بات الدخول إليها مسموحاً به والخروج منها ممنوعاً، وليؤكد الأهالي وقوع عمليات ضرب وتنكيل تركزت على عدد من الجنود والشرطة بهدف الترويج لرواية «العناصر المسلحين»، فيما ارتكبها «الشبيحة» وعناصر الاستخبارات، على حد قول عدد من قاطني البلدة. وإذا كانت المعضمية تحاول اليوم تضميد جراحها، فإن جيرانها في جديدة عرطوز وخان الشيح وقطنا، يعيشون هدوءاً نسبياً، ولو أن الأخيرة كانت محطة لعمليات أمنية متعددة، لكن بوتيرة أقل من جيرانها. ومن داريا والمعضمية إلى دوما وحرستا، حيث تتشابه حكايات القهر والقمع؛ فالبلدتان الواقعتان على الطريق الدولي بين دمشق وحمص، تبدوان للوهلة الأولى أقرب إلى منطقة مرتفعة الدخل، وذلك بحكم انتشار وكالات السيارات العالمية على جانبي الطريق، مما جعل أسعار الأراضي ترتفع بأضعاف أضعاف سعرها الأصلي، لكن هذه الحال لا تنسحب إلى داخل المدينتين، اللتين ينتشر فيهما بكثافة بالغة، عناصر الأمن والجيش، فداخلهما، تنتظر المارة قوائم بأسماء المطلوبين. ويُحسب لكل من دوما وحرستا أن سكانهما حاولوا مراراً التوجه إلى ساحة العباسيين القريبة والاعتصام فيها، ربما لتتحول إلى النسخة السورية من ميدان التحرير المصري. إلا أن الانتشار الكثيف للأمن في الساحة حال دون ذلك، ولتنفَّذ في المقابل حملة اعتقالات طاولت العديد من سكان دوما وحرستا قبل أن ينطلق الأمن في حملات دهم ليلية. وبحسب بعض الأهالي، فإن الأمن، بعد اعتقال أبنائهم، يرسل إليهم من يخبرهم أنّ عليهم دفع المال للإفراج عنهم. ووفق الرواية، تراوح المبالغ المطلوبة من 25 ألف ليرة (ما يعادل خمسمئة دولار) إلى مليون ليرة (عشرين ألف دولار) أحياناً. وبات الأهالي يحفظون غيباً السيناريو الأسبوعي الذي يتصاعد ليبلغ الذروة يوم الجمعة مع قطع للاتصالات والإنترنت ثم حملات الدهم والاعتقالات العشوائية.
وبينما تشهد هذه المناطق سخونة أمنية وسياسية، تبدو القلمون كالجالس في الركن الهادئ البعيد؛ فمن صيدنايا الشهيرة بأديرتها ذات الهدوء الروحاني، وسجنها السياسي، إلى معلولا وجيرود ثم يبرود فالنبك ودير عطية وقارة، تعيش القلمون في كوكب آخر. السياحة الدينية في معلولا وصيدنايا تسير كأن شيئاً لا يحصل بجوارها. أما يبرود والنبك، فتناستا الهم السياسي، وفضّلتا أن تسير الحياة فيهما على طبيعتها، فيما تتشارك غربة أبنائها في الخليج والأميركيتين مع باقي مناطق القلمون. أما في دير عطية، فستفاجَأ بجامعة خاصة تحتضن آلاف الطلاب، ومعها أفكارهم ومشاريعهم. طلاب أحضروا معهم صخب السياسة والمعضلة السورية سواء أكانوا موالين أم معارضين. غير أنّ دير عطية، وبحكم الصرح التعليمي فيها، تحولت إلى مركز جذب مهم، أحد أسبابه انتماء أحد كبار مسؤولي النظام إلى هذه المنطقة، التي تشهد نهضة عمرانية وتوسعاً خدماتياً كبيراً.
لكن، من كان يتوقع أن تنتقل الاحتجاجات إلى أحد أبرز مصايف سوريا، وتحديداً الزبداني؟ هناك على مقربة من الحدود اللبنانية، وعلى جبال لبنان الشرقية، تتموضع سرغايا ومضايا والزبداني وبلودان، المقصد الأول للسياحة بالنسبة إلى أهل دمشق والكثير من العرب، لكن الكلمة اليوم ليست لصخب السياح ولا لضجيج الأسواق، بل لصوت الأمن، والتهمة هذه المرة هي التهريب عبر الحدود، بكل أشكاله من المازوت للمواد الدوائية وصولاً إلى السلاح. هو التهريب الموجود على كل حال منذ وجدت المدينة.



غول يحذّر دمشق من استخدام «الكردستاني»

حذّر الرئيس التركي عبد الله غول سوريا من استخدام المسلحين الأكراد ضد بلاده. وقال غول في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز» امس، إن سوريا استضافت في وقت سابق أعضاء من حزب العمال الكردستاني، وحثّها على «عدم القيام بذلك مرة أخرى». وتابع «أود أن اقترح بقوة، وأتوقع أن سوريا لن تدخل في لعبة خطيرة كهذه، رغم أنني لا أعتقد أنها ستفعل ذلك، لكننا لا نزال نتابع عن كثب هذه المسألة».
(يو بي آي)

وفد من معارضي الداخل يلتقي العربي اليوم

كشف المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» في سوريا، حسن عبد العظيم، أن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي دعا قيادة الهيئة إلى اجتماع اليوم في القاهرة. وبحسب عبد العظيم، يضمّ الوفد، إلى شخصه، كلاً من عبد العزيز الخير ورجاء الناصر وبسام الملك وصالح مسلم وأحمد فايز الفواز من داخل سوريا، ومن الخارج هيثم مناع وسمير العيطة ومنذر حلوم وحازم النهار، على أن ينضم للاجتماع المعارض ميشيل كيلو، «كذلك سيحضر الاجتماع اثنان من أعضاء اتحاد تنسيقيات الثورة السورية». وأعلن «تيار بناء الدولة السورية»، وهو تنظيم معارض معظم رموزه من داخل البلاد، أنه سيشارك «ضمن وفد من المعارضة» في اجتماع مع العربي.
(يو بي آي)

اعتقال نساء بينهم محامية

أعلنت «الرابطة السورية لحقوق الانسان» أن اجهزة الامن السورية اعتقلت عدداً من النساء، بينهن المحامية أسماء الساسة.
(أ ف ب)